أيعقل سيدي! / بشاير علي

سواليف
أيعقل سيدي العجوز أن تشيب أطرافنا قبل الأوان , أن يحملنا عكاز هش بني اللون ، وأن ترتسم على وجنتينا خطوط اجتثت وسامة الشباب ،وأن نرتمي كما الجثث على شرفة تكاد تخلو من الحياة لا ياسمين نغازله ولا زهرة التوليب نعانق الوانها حبا ، دون احفاد تملئ وحدتنا هه احفاد عفوا نحن لم نتزوج بعد ، تحمست قليلا المعذره سيدي _يبدو ان قلبي شاخ اكثر من الازم _ .
لما المعذره اكملي
أكمل ماذا
أكملي ثرثراتك
ثرثراتي ! أتسخر مني!
أنا ، أطلاقا ، أكملي بوحك
أين وصلت ؟
عنيده ، وصلتي لأحفادك الذي لم يأتو بعد
هههههههه أحفادي الذين لن يأتو أبد .
كما الغراب أنتي ، دائما تنذرين بالشؤم
أتعلم سأتجاهل تشبيهك لي بالغراب ، وسأرد بلباقة عليك ، سيدي أنت لو عاصرت زمننا لشاخت روحك قبل الثلاثين ، دائما أنتم تطلقون احكامكم الصارمه والقطعيه علينا وتدعون بأننا بلا نفع وبلا هدف ونملك هواتف ذكيه وعقول غبيه ، كنتم قساة ولا زلتم ترفضون فك صراعنا الفكري بيننا وبينكم أنتم حتى لا تودون سماعنا ، وان سمعتمونا دائما تسخرون .
هل انتهيتي
لا لم انتهي
ستنتهي الان
أرأيت ؟
لا لم أرى فنظري ضعيف -مداعبه لتقليل من حدة الموقف –
سيدي انظر لكل شيء حولنا ، لبلادنا التي سقطت في يد الطغاة لا نتنفس الا رمادا وخوف وهلع ، وعلاقاتنا اليتيمه الشبه معدومه لا حميمية تملؤها ولا حتى مودة تسكنها ، باردة كما الجليد ، وثقافتنا التي اندثرت نتيجة الإنفتاح الثقافي أو الأجدر بالقول ”الغزو الثقافي” ، لا ينام أحدنا الا بمهدئات طبية ، وعكة صحية ونفسية ألمت بأجسادنا المنهكه المتهالكه وكأننا نبلغ من العمر المئة عام .
أشفقوا علينا وهونوا من مرارة إنتقادكم فنحن حقا نعايش الجحيم .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى