#حرب_انتقامية #صهيونية على #الشعب_الفلسطيني فمتى تتدخل الدول الكبرى ؟
كتب م. #علي_أبوصعيليك
اشتدت حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة بعد انتهاء فترات الهدنة، واستمرت قوات الاحتلال في استهداف التجمعات السكنية للمدنيين الفلسطينيين وأصبح سقوط المئات من الشهداء والجرحى حدث يومي وكأنه تقليدي وسط صمت عالمي مطبق لا يوجد فيه إلا الاجتماعات والتصريحات والانتقادات ولكن دون أفعال تؤدي إلى لجم آلة القتل الصهيونية فهل أصبح العالم أحادي القطبية تتحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية المحكومة من اللوبي الصهيوني؟!
لا يوجد أي مبرر لعودة الحرب خصوصاً بعد أن بدأت المفاوضات بخصوص الأسرى من الطرفين في العاصمة القطرية بشكل إيجابي وبوجود رؤساء المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والمصرية والقطرية وكذلك ممثلي حركة حماس، والمفاوضات فيها طرفان يجب أن يتوصلا لتحقيق الأهداف وليس فقط تحقيق أهداف طرف على حساب طرف آخر، خصوصاً أن المقاومة الفلسطينية ليست في موقف عسكري ضعيف لكي تقدم تنازلات، ولم يستطع الاحتلال أن يفرض عليها شروط التفاوض بل هي من فرضت شروط التفاوض منذ البداية.
أحاديث قيادات مجلس الحرب من النتن-ياهو وغالانت وغانتس والناطق العسكري جميعها أكاذيب لخداع الرأي العام الإسرائيلي والغربي، حيث يصرون على الكذب بشأن إطلاق سراح أسراهم نتيجة العملية العسكرية، بينما الحقيقة أن تنفيذ تبادل الأسرى تم وفق ما طالبت به المقاومة الفلسطينية منذ البداية، وفق قاعدة أسرى مقابل أسرى، ولكن الراواية الصهيونية مستمرة في فلسفة الكذب التي لا تؤدي إلا لمزيد من الانتقام من المدنيين الأبرياء وسط صمت عالمي مريب لأن الولايات المتحدة فوق المساءلة والقوانين؟!
كل يوم تتكشف تفاصيل الحرب الحقيقية بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال وكيف لقنت المقاومة جيش الاحتلال العديد من الدروس المؤلمة مترافقة بسقوط المئات من القتلى وخسائر كبيرة في الآليات والمعدات ويبدو أن فشل جيش الاحتلال في تسجيل أي نصر على المقاومة نتج عنه القصف الهمجي البربري على المدنيين الأبرياء في حرب انتقامية لا يوجد فيها أي قيم ولا مبادئ وهو ما يجسد حقيقة الاحتلال الصهيوني الذي يقوم على نظرية القتل والتهجير ومن ثم التوطين وهو ما يهدف إليه من خلال جرائمه بحق المدنيين في غزة لأنه يهدف كما تحدثت قياداته لتهجير الشعب الفلسطيني في نكبة جديدة، ولكن كل التفاصيل حتى الآن تؤكد للاحتلال “خسئت”.
أنفقت الولايات المتحدة ولا زالت المليارات من أجل تعزيز قوة جيش الاحتلال ورغم ذلك فإن مجموعة شباب فلسطينيين بأدوات بسيطة استطاعوا تركيع جيش الاحتلال وتلقينه الدروس وشكل قطاع غزة “عقدة” للاحتلال وقد يكون القطاع هو بداية تحرير فلسطين خصوصاً مع اقتران المقاومة بالعقيدة الصحيحة والشاهد أنها متفوقة ميدانياً رغم عدم تكافؤ موازين القوى، ولكن الفارق كبير في العقيدة بين جندي مرتزق يتلذذ في قتل الأطفال والنساء ويعمل من أجل الدولارات مقابل شباب يقاتلون من منطلق عقيدة يبحثون من خلالها عن إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، ولذلك فإن رهان الولايات المتحدة فاشل مهما بلغ الإجرام والانتقام من المدنيين منتهاه.
جرائم الهولوكوست التي ترتكبها قوات الاحتلال فضيحة وعار سيبقى خالد في تاريخ البشرية، ولا يمكن أن يتم غفرانها في يوم من الأيام، ولا شك بأنها ستؤدي لا محالة إلى انتشار العنف في العالم بمرور الوقت والولايات المتحدة وبريطانيا المتسببين الرئيسيين من خلال إعلانهم عن دورهم العسكري في الحرب، وكذلك دول العالم الكبرى التي تتابع الأحداث دون أن يكون لها موقف حقيقي ضد الكيان المحتل، واستمرار العمليات النوعية للحوثيين في مضيق باب المندب قد يؤدي في أي لحظة إلى اتساع دائرة الحرب.
صحيح أن الدول العربية والإسلامية عليها مسؤولية دينية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، لكن ذلك لا يعفي الدول الكبرى من مسؤولياتها الكاملة عن استمرار جرائم الاحتلال الهمجية بحق الشعب الفلسطيني، فنحن لا نعيش في غابة يحكمها الأسد، هناك قوانين بشرية ومؤسسات دولية، وتمتلك الدول الكبرى العديد من الطرق غير العسكرية التي من الممكن استخدامها من أجل إيقاف هذه المجازر، العلاقات السياسية والاقتصادية التي تربط الكيان المحتل بالعديد من الدول هي أدوات مهمة ومؤثرة إذا توفرت فعلا الإرادة السياسية، ولا تمتلك الولايات المتحدة الهيمنة على دول بحجم روسيا والصين وتركيا وأندونيسيا وغيرها من الدول، فماذا تنتظر هذه الدول لكي تعمل على وقف إطلاق النار؟
كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com