حربنا الخاسرة / علي الشريف

حربنا الخاسرة

هي حربنا على الفساد التي نقود معاركها كل يوم وكل لحظة وكل منشور نتحدث عنها فوق السطور وما بين السطور .. هي حربنا الخاسرة الفاشلة وحربنا القاتلة وحربنا التي تشبه كل شيء في الدنيا الا الحروب.
حربنا على الفساد خاسرة لان في قلب كل منا فاسد صغير يريد ان يخرج ليكبر ويكبر ويكبر … لاننا بعد لم نفهم لغة الحوار ولا الراي والراي الاخر… لاننا نتمنطق من خلف الشاشات بكلمات تسيل منا من باب الاستعراض .
حربنا خاسرة لان قادة هذه الحرب ادخلونا فيها على نظام الفزعة لوثوا عقولنا ..ودهنوا قلوبنا باللون الاسود ..ولانهم كانوا بلا راي ولا فكر ولا حتى طريق واضح المعالم يقودنا الى النصر.
حربنا فاشلة وقاتله لاننا لم نقتل الاقليمي والعنصري الموجود في قلوبنا ولا زلنا ننتظر منه ان يكبر ليقتلنا كلنا .. دون ادراك او وعي منا …
حربنا خاسره …لاننا تركنا الفساد يتجذر ..وكنا نسقيه ونرعاه الى ان اصبح اقوى منا … فان ضعف اعدنا له قوته بابهى واقوى مما كان …
حربنا على الفساد خاسرة..لاننا ثوار في الكلمات وثوار في الاستعراض وثوار على بعضنا…. ولاننا ثوار على المدرجات نبدع في الشتم والسب وثوار في اختلاق الاكاذيب وتصديقها ونشرها.
اقسم بالله انني من اكثر الذين تضرروا من الفساد ..والذي عاث بحياتي فسادا حتى اوصلني حد الحاجة والعازة… ولكني حين كنت ارى شخصا منقوعا من راسه حتى اخمص قدمية بالفساد كفرت بهذه الحرب.
وحين ارى دعي تابط الوطنية ..وذرف دموع التماسيح على مقدرات الوطن …وهو خنجر مسموم بظهر الوطن .. سأكفر بهذه الحرب…
وحين ارى حوتا متهربا ضريبيا يطالب بالغاء قانون الضريبة لانه يمس الفقراء ساكفر بهذه الحرب وحين ارى ان الفساد بات في العقول وفي القلوب وفي الكلمات حتى في الصلاة والصوم والزكاة ..حتما سالعن هذه الحرب التي لم تعد تقنعني.
حربنا على الفساد بلا مداميك ولا قادة ..وجنودها فقط اصابع الكترونية تحاكي الوهم وعلى الواقع تختفي …وحربنا على الفساد اصبحت حرب على القيم والاعراض وانكار الراي والراي الاخر وبهذه الحرب الوهمية نعتقد اننا اسقطنا الفساد….
حين تكون الاحزاب دكاكين تبيع سياسة حتما سنخسر الحرب … وحين يكون الاعلام يا معنا يا معنا فحتما ستكون حربنا فاجرة… وحين يكون شتم الناس واعراضهم بطولة وحرية وديمقراطية ..فحربنا اكثر من فاجرة.
حين يصبح مصدر معلومات من شخص صهيوني نعرف انه لا يعيش الا الفتنة حتما لن نربح الحرب ..حين نسمع لشذاذ الافاق الذين فروا من خواصر هذا الوطن ليزرعوا في قلوبنا الشك على كل شيء حتما سنخسر ..
حربنا فاسدة جدا….لاننا كيفما مالت الريح نميل ..يمكن لنسمة هواء ان تمسح كل زوابعنا ..واعاصيرنا …وعددنا وعدتنا لاننا نطالب بكل شيء ولم نقدم شيء لنحصل على شيء واحد…
يا سادة انما الذي سقط نحن…وسقطت معنا القيم والاخلاق والمروءة … وسقط الصدق وعاداتنا وتقاليدنا …وسقطت حتى ثقافتنا …وتهنا بين كلمات وحروف .ولا زلنا نعتقد اننا نخوض حربا ولم ننتصر حتى في جزء من معركة فيها ولن ننتصر ما دام للفساد شماعات لا تتغير .
اريد ان اتكلم اكثر لكن في فمي ماء اريد ان اكتب اكثر لكن اصابعي باتت تخشى ان تتهم بزنى الكلمات وسفاح الجمل …. بدي ابق البحصة …لكنني بلعتها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى