طردُ وسيم يوسف يثير الفرحة والجدل بالسعودية .. شاهد

سواليف

لا تزال حادثة إلغاء حلقة الداعية الإماراتي المثير للجدل وسيم يوسف، في برنامج “الليوان مع المديفر” على قناة “روتانا” السعودية حديث الشارع السعودي، الذي اعتبر إلغاءها انتصاراً لكتاب “صحيح البخاري”، الذي هاجمه في وقت سابق، ورداً على إساءته لعلماء ودعاة سعوديين.

وكان من المفترض أن تُبث حلقة وسيم يوسف في برنامج “الليوان” يوم الجمعة الماضي، لكنه غادر العاصمة السعودية الرياض “مقر القناة”، قبل تصوير الحلقة بساعات.

وتحدثت أنباء عن طرد يوسف من مطار الرياض، فيما تحدثت أخرى عن صدور توجيهات بمنع استضافته، على إثر ضغوط كبيرة في السعودية لمنع تصوير الحلقة، دون معلومات إضافية.

ووسيم يوسف شخصية مثيرة للجدل، قدّمه الإعلام الإماراتي لمحاكاة النمط الجديد من “الدعاة النجوم” الذين احتلوا الشاشات في العقد الماضي، وحققوا نجومية كبيرة من خلال استخدام مساحات بالقنوات الفضائية.

نظرية المؤامرة
واستقطبت تغريدة وسيم يوسف، التي اعتذر فيها عن تصوير الحلقة، أكثر من 14 ألف تعليق حتى ظُهر يوم الأحد (26 مايو)، أغلبيتها الساحقة تهاجم الداعية الإماراتي، وما صدر منه في الفترة الأخيرة من تصريحات مسيئة لـ”صحيح الإمام البخاري”.

ولم يكتف خطيب مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بتلك التغريدة، فقد نشر عدداً من التغريدات التي تطرق فيها إلى أسباب عدم إتمامه للمقابلة مع الإعلامي عبد الله المديفر في المملكة ، ملقياً الضوء على ما وصفه بـ”المؤامرة الصحونجية”، على حد تعبيره.

كما أكد أن عدم إتمام المقابلة كان قراره، حيث قال: “وبعد عدم ردي على المذيع، قام بكتابة تغريدة “اختيار الضيف خطأ”.

وتساءل مغرد ساخراً من يوسف بقوله: “كيف يعني مؤامرة صحونجية؟؟ يعني المؤامرة من المذيع ولا من السعودية؟؟ ولا من قطر ولا من الإخوان المسلمين؟؟”.

وعرف عن برنامج “الليوان” باستضافة شخصيات مثيرة للجدل، معظمها هاجمت دولة قطر، في إطار الأزمة المستمرة بين دول الخليج، والحصار الرباعي المفروض على الدوحة، إضافة إلى مهاجمة الفتوحات الإسلامية، فيما تحدث آخر عن ظاهرة الإلحاد قائلاً: إن “الإلحاد عقيدة، وعليك أن تحترم الإلحاد لأنه خيار للإنسان”.

وكان أبرز ضيوف ذلك البرنامج الداعية السعودي عائض القرني، الذي قدم اعتذاره حينها عن مواقفه الفكرية السابقة، مبرراً لإعلان ولي العهد محمد بن سلمان انتهاء “الصحوة” الإسلامية في المملكة، التي كان من أبرز مشايخها والمنظرين لها.

وأقر مقدم برنامج “الليوان” الإعلامي السعودي عبد الله المديفر بأن اختياره لوسيم يوسف كان خطأ.

وفي تغريدة حذفت لاحقاً قال المديفر: “أنتم شركاء البرنامج.. شكراً لتوجيهكم ونقدكم ونصحكم.. أنا ابنكم وأخوكم أعتذر منكم.. كان اختياري للضيف خطأ”.

مغادرته و”صحيح البخاري”!
وعبّر كثير من المتفاعلين عن ارتياحهم بقرار إلغاء استضافة يوسف في برنامج المديفر، وكان وسم #وسيم_يوسف_في_ليوان_المديفر من أكثر الوسوم تداولاً في السعودية والإمارات نهاية الأسبوع الماضي.

وتسبّبت تصريحات وسيم يوسف حول صحيح البخاري، بحالة من السخط والغضب في السعودية والإمارات والعديد من الدول الإسلامية.

وتحدث عبد الخالق عبد الله – المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي- عن أزمة إلغاء حلقة الداعية الإماراتي.

وقال عبد الله في تغريدة عبر حسابه بـ”تويتر”: “سؤال الساعة في تويتر السعودية والخليج ما الذي حدث لحلقة #وسيم_يوسف_في_ليوان_المديفر ولماذا تم إلغاؤها؟ ولماذا عاد #وسيم_يوسف من الرياض فجأة؟ ولماذا اعتبر #عبدالله_المديفر اختياره لضيف حلقة #الليون خطأ؟”.

وتفاجأ بالتعليقات الناقدة لوسيم يوسف، وقال أحد متابعيه: “بل على العكس مستوى البرنامج يليق به فقد استضاف من المتردية والنطيحة وكل من يطعن في العقيدة، ليْتهم تركوه يكمل الجوقة”.

وقالت الإعلامية الجزائرية “آنية الأفندي”: “بالعكس وسيم يوسف الذي طعن في البخاري كان مناسباً جداً لمستوى هذا البرنامج”.

وقال ثالث: “وسيم أثار لغطاً كبيراً ومس خطوطاً حمراء بحديثه عن صحيح البخاري حتى داخل الإمارات نفسها في الفترة الماضية، ولم يغير رأيه، لذلك حضوره سيثير الموضوع من جديد ومن الأفضل عدم حضوره في هذا التوقيت بالذات”.

وربط آخر إيقاف تصوير حلقة “الليوان” بما حدث في 2016، بعد طرد وسيم يوسف من السعودية، وعدم السماح له بإقامة محاضرة له، قائلاً: “ما أشبه الليلة بالبارحة؛ في عام 2016 تم منعه من إلقاء محاضرة في السعودية لظرف خاص به ( كما يدعي )”.

وفي وقت أسبق، أثار يوسف ضجة أخرى بعدما “شكك” ببعض الأحاديث الواردة في صحيح البخاري، قائلاً: “أتكلم بإعادة النظر في بعض الأحاديث التي وردت في البخاري لأنها تسيء، ومن باب سعة الإسلام..” الأمر الذي أثار ردوداً عديدة.

وكان من أبرز من هاجمه الداعية السعودي عائض القرني، الذي قال: “الإمام البُخاري درس علم الحديث 50 عاماً وسافر وارتحل وسهر وجاهد وجالد وصبر وواصل حتى إنه يشك في الحرف الواحد فيتوقف فيه، ثم يأتي أناس بلا علم ولا تقوى ولا زهد فيتهمون البخاري بالكذب، ((كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلّا كذباً))”.

وسبق أن انتشر في مطلع عام 2016 وسم “#الشعب_السعودي_يطرد_وسيم_يوسف”، بعد منعه من إقامة محاضرة في الرياض، ولم يسمح له من حينها بتقديم محاضرات أو ندوات في المملكة.

هجوم على “الليوان”
وشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً على برنامج “الليوان”، الذي كان من المفترض أن يستضيف وسيم يوسف، وقال منير علي: “بالأمس جاء بمن بقول أن الإلحاد عقيدة واليوم يأتينا بمن يطعن في صحيح البخاري”.

وقال عبد الله التمامي: “ليس برنامجاً وإنما منصة يأتي بها من يعلن توبته للناس عن إسلامه ودينه القديم”.

وعلق مغرد ساخراً: “هذا بيتبرأ من البخاري، واللي بعده بيعتذر لقريش عن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كفار قريش ينتظرون البشارة”.

وكتب آخر: “القنوات السعودية من عقب ما كانت تأتي بكبار هيئة العلماء، أصبحوا يأتون بالمتردية والنطيحة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى