حارة أبو عوّاد وحكومة ” تويتر ” / إياد سالم

حارة أبو عوّاد وحكومة ” تويتر ”
مات أبو عوَّاد وانقطعت أخبار الحارة ، دكان مرزوق وقهوة سمعة ومطعم ابو الخل و زوايا الحارة كانت تعكس مجتمعاً مصغراً للوطن في الزمن الجميل ، في حارة أبو عواد كانت الفرحة تلقائية ، موعد الثلج غير معروف ، نتائج التوجيهي تذاع عبر الراديو ، عندما نسترسل شوطا بعيدا في الذكريات ونقلب صفحات الزمن نستذكر صوراً ما زالت عالقة في ردهات الأذهان , جميل أن يهطل الثلج لكن الأجمل أن يهطل الثلج من غير ميعاد دقيق , بعيدا عن زخم التوقعات، وتنافس هواة الرصد الجوي ، في حارة أبو عوَّاد كان مصدرنا الوحيد مدير الأرصاد علي عبندة الذي لم يكن يمتلك صفحة على الفيسبوك ، و كثيرا ما كان صوته يتقاطع مع صوت “البابور” في بيوت الحارة ، مذيع الأخبار أكثر اتزاناً يتغنى بلغته الفصحى وأناقته الكاملة رغم أنه لم يمتلك متابعين على سناب سات ، في حارة أبو عوّاد رائحة الزعتر البري تنبعث من ” شبابيك ” تدلت منها عقود البامية و الثوم ، لم نكن نعرف يومها الفضائيات ، ” الكف والمخرز ” و”أم الكروم ” وضحكة رافع شاهين ونشرة الثامنة كانت تغنينا عن ذلك كله .
نعم مات أبو عواد أول من تنبئ بزمان الشقلبة الذي نعيش ، مات قبله ” مرزوق” والكثير من الطيبين .
حكومة تويتر : أيْ ” شي غاد ” حلوّا عنّا ورجعونا على حارة ابو عوَّاد..
#اياد_سالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى