جولة في ثلاجتي

جولة في ثلاجتي
الحسين قيسامي

أردت تحضير الشاي. قبل أن أفتح المبرد لأخذ أوراق النعناع غسلت الأيدي بالصابون واستعملت معقم الكحول.
عقمت الثلاجة جيدا بالمياه و الكلور و الكحول. ارتديت القفازات الواقية ووضعت كمامة. فتحت ثلاجتي ووجدت كل شيء في غير محله نتيجة بحث أبنائي عن الطعام . في الرف الأول، وجدت جافيل ومشتقاته. في الرف الثاني، وضعت زوجتي كمامات لتلبية حاجيات عائلتي عند الخروج من المنزل، بينما القفازات تؤثت الرف السفلي. أصبحت ثلاجتي مخزنا للمعقمات و المطهرات الكحولية وتجميد قارورات الخل داخل الفريزر .وضعت البراد في الثلاجة. بحثت عنه في كل مكان في المنزل، ولم يظهر له أي أثر.
وانا اتجول في بيتي…منفاي القسري، معقوف القامة أمشي..
في كفي قصفة صبار وعلى كتفي نعشي
وأنا أمشي وأنا أمشي….
في عزلتي دائما جلست على شرفتي. تحجرت الدموع بمحجري. تطلعت إلى السماء كي أحصي النجوم، فرأيت بقعا سوداء صغيرة تتحرك وسط الغيوم وتختفي أحيانا بين الضباب…إنها السماء تعج بكوفيد تسعطاش..
بقيت وحيدا أشكو للنوافذ حنينا بات يرهقني…حنين البراد الذي اختفى في ظروف غامضة. بقيت وحيدا حتى الصباح.
لا تغريني سوى رائحة كأس شاي منعنع… تسللت خيوط الشمس عبر زجاج النافذة المغلقة، لترسم بقعا مضيئة على الشرفة. تسلقت أعمدة الشمس نحو السماء لأرى الغيوم…تلون قلبي ببهاء قوس قزح. وجدتني مرة أخرى داخل ثلاجتي…أبحث عن البراد المفقود….وجدت موتى احياء … جسد ميت وهو يدفع بنفسه ليفتح درج ثلاجة المشرحة أو يحاول تمزيق الكفن ليخرج منه وهو يغني:
برادي برادي، برادي بالمعدن، لمحبه بالخاطر..ماشي في يد المخزن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى