جميل رغم بشاعتهم

جميل رغم بشاعتهم

لم أشعر بأسىً وهمٍ وغمٍ كمثل هذه الايام التي سافرت بها. ليس لأني (غشيم سفر) أو لأن قلبي (رهيّف) فلا اطيق الوداع…
ما رأيته هذا العام في #الأردن كان مختلفا جدا وجدا… فقد مشيت في (زقاقها) ونمت في باديتها وعانقت بحرها.. وجلست بصمت أشاهد المارة في #الاسواق القديمة وعلى أبواب #المخابز وأسواق الخضار…
#الأردن يا سادة ليس كما يصورها لنا علية القوم وقنواتهم الممولة… اذ لم تكن يوما محطة عبور كما يظنها أسياد المال وذوي الجوازات الامريكية .. ولا دولة تمتهن عمل (المكمورة) كما صورتها لنا قناة رؤيا.. ولا بلد(الكشرة) كما يراها إخوتنا في الدول المجاورة…
ليس بمنكور على أحد أن (الافقار الممنهج)الذي تعرض له المواطن كان قاسيا جدا… الامر الذي ربما غير في المنظومة المجتمعية والاخلاقية والدينية أيضا… إلا أن عبارة (جيرة الله خليها علينا) منتشرة جدا على لسان التاجر الاردني الذي يلقاك ببشاشة… وعبارة(بالحرام ماتدفع) سائدة بين المواطنين كنوع من الكرم التقليدي الذي تربينا عليه..
رغم أن الأدباء.. كتاب وشعراء يكتبون دوما عن أيلول ومايرافقه من وجع واغتراب… ففي أيلول تسقط أوراق الشجر.. وتتلبد الغيوم… ويهاجر الطير.. ويتغرب المواطن… وتهجر (خرابيش البطيخ).. رغم كل ذلك ومايصحبه من كآبة… إلا أن لأيلول هذا العام طعم مختلف..فلم أشهد منذ اربع عشرة عاما هذا الشهر… ولم أتحسس الندى على ورقات الشجر… ولا الغيمات البيضاء الكبيرة… التي كنا نتصورها حصانا أو طيرا كبيرا…
سُعدت ايما سعادة بلقاءات متعددة…أخوة الجامعة… وزمالة #المدارس… وصداقات… وجلسات أبناء (الحمولة والعمومة) على اطراف الوادي.. عدا عن الدعاء المكثف من الوالدة ومن بني أبي وعمي.
الأردن جميلة جدا… وقسما بمن رفع السماء بلا عمد إنها جميلة وطيبة…فلا صناع القرار سيقدرون على تغيير ملامحها… ولا سادة المال وَعَبَدته (سيجرمون لحمها) رغم سفالتهم..
الأردن ببساطة كما وصفها فارس عوض
(عمان يا دار المعزة والفخر
يا حرةٍ ما دنست أثوابها
دار الكرامة والكرم وأهل الكرم
مفتوح للضيفان دوم أبوابها)
وكما وصف حيدر محمود شعبها وأرضها
(مثلما يكبر فيك الشجر الطيب نكبر
فازرعينا فوق اهدابك زيتونا وزعتر
واحملينا أملا مثل صباح العيد اخضر
واكتبي اسماءنا
في دفتر الحب : نشامى
يعشقون الورد لكن يعشقون الارض اكثر)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى