
جفاء الشباب
اختلفت الأزمنة و تتابعت التغيرات و التقلبات بين الأجيال حتى أصبحنا أمام مستويات فكرية من الشباب تغيرت أفكارها بتغيير الأوقات التي نعيشها، و هنا لابد من طرح سؤال عن أسباب التغيير الذي يعيشه الشباب في وقتنا الحالي من جفاء و بعد عن الدين؛ و ذلك بسبب عوامل عديدة أدت لذلك، لماذا تغير شباب الوقت الحالي؟؟
العامل الأول : تعلق الشباب في الوقت الحالي بوسائل التكنولوجيا الحديثة من شبكات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك و التويتر و الواتس أب و غيرها ؛ مما أدى إلى ظهور شباب لديهم الكثير من الأفكار الدخيلة و الغريبة على مجتمعنا العربي و الإسلامي أودت بهم للشعور بالغربة في داخل أوطانهم.
العامل الثاني : و يظهر في الرخاء المادي الذي يعيشه الشباب في الوقت الحالي؛ مما جعل هؤلاء الشباب ينفقون ما لديهم من أموال و مدخرات حيزت لهم دون تعب أو جهد في شتى مجالات الرفاهية غير المبررة، كان الأولى أن تنفق في مجالات تطويرية تساهم في البناء لا في الهدم و الضياع .
العامل الثالث: و الذي ينبع من تعلق شباب عصرنا بالسيارات الفارهة و حبهم للسرعة الزائدة، الأمر الذي أودى بهم ليعيشوا في عالم السرعة الزائدة التي تساهم في إزهاق أرواحهم و أرواح الأبرياء دون أي شعور بالذنب أو المسؤولية تجاه ما يفعلونه، في حين كان من الأفضل لو أنهم سعوا لبناء أنفسهم في مختلف الأنشطة النافعة.
و أما العامل الرابع: فهو الذي ينبثق من غياب الرادع الديني و الأخلاقي الذي كان ينبع من دور الأسرة و المؤسسات الدينية التي كانت تحد من الكثير من المشكلات التي لا داعي للوقوع فيها.
و جملة القول: بأننا نحتاج لممارسة العديد من المراجعات للواقع الذي نعيش؛ كي نعود بسفينة الشباب التي أبحرت في عالم الخيال و الملذات إلى عالم الواقع الذي يحكمه الخلق الإسلامي و العربي؛ كي نستطيع أن نرتقي بهم ليحافظوا على الحاضر الذي نعيش، أملاً بأن نصنع المستقبل الذي نطمح إليه دون أن نصطدم بملذات تهدم ما نبغي أن نصل إليه.