ابن بطوطة في عمان / سامي السلوادي

ابن بطوطة في عمان
يقول ابن بطوطة في كتابه تحفة النظار مع أبو علي البحّار:

زُرت بلاد الفرنجة وبلاد بني الأصفر وبني الأزرق وبني البني الغامق وبلاد عدنان ونامق ، فرأيت العجب العجاب العمارات تعانق السحاب وطائرات وقطارات ، حتى وصلت إلى الصين إذ الناس متروسة لكنها غير متعوسة فصناعاتها أكلت أخضر العالم ويابسه واسألوا العربي عن ملابسه.
ودخلنا بلاد ما وراء الفلبين إذ الدراق والتين ، مروراً بالسند واتبعناها بالهند فعبرنا المضيق برفقة صديق فوصلنا الخليج وقبل أن نرتدي البيجامة وصلنا المنامة إذ الناس في رخاء وسلامة ، حتى إذا طلع الفجر صلينا بروية واتجهنا نحو السعودية إذ المكبوس والمظغوط والبرياني والبسبوس ، وقبل تطبيق قرار رفع التأشيرات فكحنا مسرعين وقبل نزول المطر قد كنا في وسط قطر إذ الناس مرخية من العيشة الهنية قدم على قدم يتابعون على الـ beIN SPORTS الألعاب الأولمبية ، وقبل حلول الغروب أسرينا نحو الجنوب فاستقبلتنا الناطحات العاليات في بلاد الإمارات ، وقبل حلول العشاء تناولنا في صنعاء العشاء ، ومن ثم عبرنا البحر نحو مصر وقبلها السودان لكن الشعب كان نايم وتعبان ، وبعد أن مررنا بالجيزة لقينا على الأرض بريزة فصعدنا فوقها ووصلنا العريش ومنها إلى البلاد المحتلة من قبل خوات الهبلة ، وقبل الشروق وعبر زقاق البيوت وصلنا إلى بيروت إذ الكبة النية والصبايا الشلبية ، وبعد أن صلينا الظهر في جماعة برفقة أبو ولاعة قصدنا الغوطة وكانت حينئذ تقصف من أبناء الرافضة المفضوحة ، وبعد تعب وخوف وعلى أنغام جورجٍ وسوف عبرنا الحدود وسلَّمنا على الجنود وعبرنا في أمان وصولاً إلى مقصدنا عمّان بلاد الحب والحنان ، ولما وطأت أقدامنا بلاد ما وراء الفوسفات توقفت كل شعرة من شعر صدري وكأني لم أكن أعرف وأدري اجلالاً وتقديراً لما رأيته من جور ومطبات وحفريات ليست گ الحفريات ، فلم أرى في مسيرتي كلها وأنا الرحالة العالمي شوارع مكسرة وزفتة منقطة وجوّر مقعّرة ، فسألت أهل المدينة عن السبب فأجابوا بالعجب ، إذ أن هناك إمام ذو عمامة يرأس مبنى يدعى الأمانة بدت على سنحته الجـGـامة وعلى خططه ألف استفهام وعلامة ، فصاح بي: علامه!
ما الذي تهذري به يا سلامة!
فقلت له على رسلك يا أمامه يا ذو الوجه الجميل والابتسامة فبدأت أُطرب أُذنيه وأرقص أمامه على ألحان راغب علامة ، وبعد أن هدأت أعصابه وأزاح أزلامه، قلت له عاصمتكم جميلة ، وأهلها نشامى، أهل العزة والكرامة ، لكن شوارعكم خطيرة تلمؤها القمامة والحفريات المقامة ليل نهار دون أن تتبع شروط السلامة.
فقلت له جئتك من بلاد بعيدة أهلها سعيدة إلا أن خبركم لي وصل فخذني يا رفيق السلامة الى ما يسر النظر ويرجع الإبتسامة ، كي انسى مناظر حفرياتك المقامة.
خذني إلى الباص السريع الذي إذا ركبته بلا قافية أصبحت مستريح لا أعرق ولا أشقى ويوصلني مشواري بالسرعة القصوى.

فقال لي انطم وفي رواية أخرى انخم.

#بطوطيات
#سامي_السلوادي

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى