جردة حساب مع الكاتب فهد الفانك / نصر شفيق بطاينة

جردة حساب مع الكاتب فهد الفانك

من المعروف أن السيد فهد الفانك له مقال يومي في جريدة الرأي بعنوان ( رؤوس أقلام ) يتناول فيه مواضيع مختلفة جلها اقتصادية وقليلها سياسية ولا شك انه اقتصادي ومحلل ولا نستطيع مجاراته وباعه طويل ويستطيع نشر مقاله في أي صحيفة أو موقع إخباري عكس المواطن المسكين أمثالي لا يستطيع نشر مقاله ولو كان فيه دفاع عن المواطن إلا صدقة أو شفقة من رئيس التحرير أو كان المقال يناسب مزاجه .
اقرأ مقالات السيد الفانك يوميا وأسجل له انه عينه على خزينة الدولة ويحمل همها وباعتقاده أن المواطن الأردني ساكن الأرياف والبوادي والمخيمات هو سبب فراغ خزينة الدولة من الأموال وسبب المديونية ولذلك معظم كتابته تطالب برفع الدعم عن جميع السلع التي تدعمها الخزينة من خبز ومياه وكهرباء ومحروقات ورواتب المتقاعدين هذا إذا كانت الخزينة تدعم هذه السلع من أصله وإنما تبيعها للمواطن بربح ويريد زيادة أرباحها على حساب المواطن الأردني وكأن المواطن الأردني جاء من كوكب أخر وليس مكون رئيسي للدولة بدونه لا وجود للدولة . كنا نعتقد كمواطنين ان أحباءنا وبواكينا ثلاثة الحكومة ومجلس النواب وصندوق النكد الدولي وإذا بنا نكتشف إنهم أربعة مضافا إليهم السيد الفانك .
نبدأ من مقالاته عن التلفون الخلوي الذي يملكه المواطن وكل فترة تعلن إحدى الجهات عدد الخطوط والتلفونات التي يملكها المواطن ويأخذها السيد الفانك حجة على المواطن باعتبارها رفاهية وبطر وترف ما بعده ترف ونقول من الذي ادخل خدمة الخلوي إلى البلد بحجة الاستثمار اهو المواطن أم الحكومة وتريد هذا الاستثمار أن ينجح لسبب تشغيل العاطلين عن العمل وجني الأرباح للشركة المالكة , ضرائب للحكومة تسهيل الاتصالات بين جميع الأطراف في البلد ومواكبة التطور التكنولوجي في العالم , إن أكثر المواطنين يملكون تلفونات رخيصة ( أبو الشلن ) وغبي والقليل لديه تلفون ذكي والبعض يشتريه بالدين أو قسوطات وهي منتشرة في البلد ,إن مراجعة أي دائرة حكومية أو أي جهة للمواطن فيها عمل وعليه المتابعة تطلب منه رقم تلفونه الخلوي للتواصل معه فالمواطن مجبر أن يحمل رقم تلفون , قد يكون هناك خلل في استخدام التلفون عند البعض وهذا لا يبرر رفع الضرائب والرسوم عليه . أما الانترنت بداية أصبحت الحكومة تعلن نتائج التوجيهي على النت تقديم طلبات الجامعات على النت التعيينات ونتائج المقابلات والامتحانات على النت وغيرها الكثير أي أن الحكومة أجبرت المواطن على الاشتراك بخدمة النت وهناك الحكومة الالكترونية قادمة ما رأيك ؟!
أما المحروقات يريد رفع الدعم عنها بالكلية واقترح تثبيت سعر شراء البترول ب 100 دولار وإذا ما نزل سعر البترول عن ذلك يوضع الفرق في صندوق خاص واستخدامه عند الرفع والحاجة , ونتساءل من الذي سيحرس قفل الصندوق ومن معه المفتاح أرجو أن تجيب لنفسك وفي سرك , والآن هبط البترول إلى ما يقارب 30 دولار فما رأيك ؟ وللعلم إن انخفاض أسعار البترول لم يستفد منه المواطن باستثناء من يملك سيارة واسطوانة الغاز وباقي السلع حافظت على ارتفاعها كثير من المواطنين وأنا منهم أتمنى أن يرتفع سعر البترول إلى ما فوق 100 دينار لنتقاضى دعم الحكومة الذي كنت تطالب بمعاقبة المواطنين وإلغائه باعتباره منة على المواطن وزكاة أموال توقف متى شاء , ألا تعتقد أن الامتيازات الممنوحة إلى موظفي سلطة وشركات الكهرباء بدفع راتب السادس عشر لهم والرواتب الخيالية لكبار المدراء والمهندسين بالإضافة إلى منحهم خصم على فاتورة الكهرباء بحيث يدفع الموظف ربع الفاتورة مهما بلغت قيمتها أليس ذلك جزء كبير من مديونية الكهرباء ,هذا يعني أن رفع أسعار الكهرباء على المواطنين الغلابى لتغطية راتب السادس عشر إذا لم يكن أكثر وحسب معلوماتي القديمة . أما المياه قبل عامين تقريبا ارتفعت أسعارها وتقليل أمتار المقطوعية وزيادة أسعار الشرائح وبداية هذا العام تم زيادة المقطوعية 100% ومع انه ثبت أنها غير قانونية وقرارها باطل وتم تداول ذلك في مجلس النواب إلا أن القرار سرى والنواب سكتوا كونهم مؤدبين ولا يحبوا مناكفة الحكومة والمواطن جمل المحامل يحمل ويشرب الكثير ولن يعجز عن حمل هذه الزيادة , وهذا الرفع بحجة التسرب والفقدان والأنابيب التالفة , لماذا شركات المياه لا تفعل كوادرها وتشمر عن ذراعيها وتصلح ما تراه تسريبا ولا تدفع المواطن ثمن ذلك وحجة أن البعض يغسل سيارته ويعبئ برك السباحة اعتقد أن هناك رسوم على أصحاب البرك والذين يشكون من انقطاع المياه لا اعتقد انه لديهم الترف لذلك ولا نتحدث عن استثناء , يشكو السيد الفانك من فاتورته فيها 42 دينار دعم من الحكومة وهو لا يستحقه كلام جميل تستطيع الحكومة أن تحدد الأغنياء بطرقها المختلفة وترفع عنهم هذا الدعم وهم بالأغلب سكان بعض مناطق عمان ومنهم بالطبع السيد الفانك ونكون له من الشاكرين ولا تقرب سكان الأرياف والبوادي والمخيمات والقرى . ولا احد يتحدث عن شلالات المياه التي تتدفق على مخيم الزعتري . أما رواتب المتقاعدين كل فترة يذكرونا بان رواتبهم عبء على الخزينة لا ادري كيف يقال هذا الكلام من هم المتقاعدين هل هم من كوكب آخر إنهم متقاعدين العسكرية والمدنيين الذي خدموا وتقاعدوا بناء على قانون خدمة وأكملوا مدتهم ثم خضعوا لقانون التقاعد من الذي وضع قانون التقاعد أليست الحكومة أليس كل موظف عامل الآن كبيرا أو صغيرا سيتقاعد في يوم من الأيام لماذا العاملين يشكوا من المتقاعدين مع علمهم أنهم في الطريق إلى التقاعد ؟ هل برأيك نوقف رواتب المتقاعدين ؟! ام نتخلص من المتقاعدين بطريقة أو بأخرى وإراحة الموازنة منهم ؟! واستبدالهم بالمكون السوري , لا نملك إلا أن ندعو الله أن يختصر من أعمار المتقاعدين لإرضاء السيد الفانك والحكومة وصندوق النكد الدولي . أما الخبز يريد رفع الدعم عنه بحجة ان هناك كميات تذهب الى الحاوية كلام فيه شيء من الصحة وسببه المواطن ولكن هناك سبب أقوى يؤدي إلى ذلك وهو نوعية الخبز التي تنتجها المخابز تنقصها بعض الجودة فالخبز المشروح غالبا عويص وينشف بسرعة والثاني الصغير تنقصه بعض المواد التي تحافظ على ليونته فترة من الزمن توفيرا في النفقات وزيادة في الربح للمخابز .
أخر مقال للسيد الفانك يوم الاثنين 21 آذار يوحي إلى الحكومة ( بهواة مقفي ) أي رفع الدعم عن كل ما تدعي دعمه وتحرير الأسعار على اعتبار أن الحكومة ستحل قريبا بعد حل مجلس النواب ولا احد يستطيع محاسبتها والمواطن يضرب رأسه في الحيط علما أن المواطن يتأمل من الحكومة في هذه الأيام ( هواة مقفي ) أي زيادة رواتب العاملين والمتقاعدين الذين تآكلت رواتبهم بفعل الضرائب وغلاء أسعار السلع المختلفة لماذا لا احد يسأل عن متى أخر زيادة للموظفين عاملين ومتقاعدين الجواب قبل أزيد من أربع سنوات وهي 20 دينار في حكومة دولة سمير الرفاعي دفع المواطن أضعافها رسوم وضرائب ورفع لأسعار السلع منذ ذلك التاريخ . إن قوة الحكومة وبطولتها يا سيدي تأتي من مدى قدرتها على إسعاد ورفاهية مواطنيها والبعد عن جيوبهم لا إفقارهم وإذلالهم , الم تسمع بوزارة السعادة في احد دول الجوار نرجو الله ان تصيبنا هذه العدوى إن البطولة والقوة في بناء عمارة لا هدمها الذي يستغرق دقائق معدودة ,ومع كل عمليات رفع الأسعار على المواطن ثبت ان المديونية زادت ملياري دينار , هل هناك تفسير من سعادة السيد الفانك لذلك ؟! أم أننا سوف نتعرض لموجة جديدة من رفع الرسوم والضرائب لتسديد وتعويض هذا المبلغ ؟! نرجو من السيد فهد الفانك أن يفكر مع الحكومة في كيفية إيجاد مصادر مالية للخزينة بعيدا عن جيوب المواطنين وهو الحل الأسهل كما نرجو من سعادة السيد الفانك ونتمنى عليه أن لا يكتب مرة أخرى تحريضا على المواطنين وإذا كنت من الميسورين وأحسبك كذلك فلا بأس وأنت طبقة الأغنياء أن تدعموا الخزينة بأموالكم الزائدة عن الحاجة أما نحن المواطنين فنفدي الوطن ونقدم أرواحنا رخيصة إذا ما دعا الداعي وهي أغلى ما نملك أما كاش صدقني وما إلك علي يمين انه ما في , اذهب إلى البنوك وصناديق الاقتراض التي تتباهى سنويا بأرباحها المليونية وأنت تعرف ذلك اغلبها من فوائد قروض المواطنين وليس من الاستثمارات المنتجة ,نرجو ان يتسع صدرك لنا كما اتسع صدرنا لك وتحملنا مقالاتك على مدى سنين حاملا سيفك على المواطن جنبا ( الذي نرجو ان تغمده ) إلى جنب مع سيف الحكومة في رفع الضرائب والأسعار قال الشاعر ( لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق ) وأخر دعوانا ( اللهم ارحمنا وارحم من أراد بالمواطن خيرا فوفقه إلى كل خير ومن أراد بالمواطن شرا فأخذه اخذ عزيز مقتدر) حمى الله الأردن ورفع رايته وأبقاها دائما خفاقة عالية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى