جرابات مخزوقة

#جرابات_مخزوقة

رائد عبدالرحمن حجازي

جلس على كرسي الخشب وتناول إحدى فردتي جواربه ووضع كفه بداخلها بعد أن قلبها وأخرج أصبع يده الأوسط من ذلك الثقب الذي كان منفذاً لاصبع قدمه الكبير ، والهدف من هذه الحركة هو تقدير طول الخيط الذي سيستعمله في عملية رثي تلك الفتحة والتي لطالما سببت له الأذى بسبب احتكاك الظفر بالبطانة الداخلية لمقدمة الحذاء .

بعد تجهيز الإبرة والخيط أدار الكرسي باتجاه النافذة للحصول على إضاءة أقوى ورفع نظّاراته لأعلى أنفه وذلك لتكون الرؤية أوضح والنتيجة مضمونة . لكن ومع أول غزة للإبرة أطلق صرخة مدوية قال فيها أخخخخخخخ أخخخخخخخ فقد كان شاهد كفه هو الهدف لتلك الإبرة وليس طرف الفتحة في فردة الجرابات كما تم التخطيط والتجهيز لها . انتبه ابنه الجالس خلفه مباشرةً وكان منشغلاً بهاتفه النقال لتلك الصيحة وقال له : شو مالك يابا ؟ ليرد الأب عليه وهو ينزع تلك الفردة من كفه وقطرات الدم بدت واضحةً عليها قال له : ولا إشي يابا أجيت أقطّبها قمت خزقت أصبعي . فقال له ابنه : الله يسامحك ولويش كل هالغلبة مهو بالسوق بيبيعوا ثث جواز جرابات بليرة .

مقالات ذات صلة

#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى