ثلاثة مطالع للصومال
صفوان قديسات
(1)
أكلت رحى الفقراء حنطة عمري
وتبخرت قرب الحليب بصدري
والهيكل العظمي من كان اسمه ولدي مع السمسار عند القبرِ
وأبوه ، ظلُّ أبيه
لم تترك لنا منه السماء سوى انحناءة ظهرِ !!
(2)
أمي تفاوضني لأغفو بدري
وتشد شوربة الحصى من أزري
وأبي يشاغلني بحجة أنه لم يلق سروالا يناسب خصري
وأنا كدود الحظ
مرمي على فخ المجاعة بانتظار الحِمري !!
(3)
غاب المسيح ولست أملك أمري
فرهنت آخر نفحة من صبري
والجوع مائدة بلا عيد وراء موزعيه ابني المحنط يجري
والمُجدبية أمه انتبذت جنوب الصوم وانتظرته تحت الصفرِ !!
***
لا حظ للصومال يدهشني به الحاوي
ولا وعد يجيء ويبري
والناس تأكل موزه
ويزحلق المسكين فوق همومه بالقشرِ
يهوي وإخوته الذين رموا به
لا يبصرون نهاية للبئرِ
يتضاءلون مع المسافة
كلما ابتعدوا تهتك سر حبل السرِّ !!
***
إني أرى ما لا يرون
وحكمة المجنون أبلغ من وصايا الشِّعرِ
فالعالم الثاني على ريش النعام
يخبئون رؤوسهم من فقري
والبندقية في يد المخدوع باستقلاله تدري وليست تدري !!
***
يا ربَّ بان كي مون : كل دقيقة تمضي على قلب الجياع بعشرِ !! .
