سر اللهفة الإستيزارية
ما سر هذه اللهفة التي تنتاب عددا لا باس به من الأردنيين كلما تكاثر الحديث عن تعديل وزاري او تغيير؟؟ الغريب ان هذه اللهفة تصيب الموسرين والأثرياء الذين لا يزيد الراتب الشهري للوزير او المسؤول الكبير عن واحد بالمئة من دخلهم اليومي .. اذا بالتأكيد ليس للأمر علاقة بالراتب او بالتقاعد عند معظمهم.
بالتأكيد، ليس للأمر علأقة بخدمة الوطن، فمن يريد ان يخدم وطنه يخدم من خلال عمله ، واذا كان الشخص ثريا، فهو بالتأكيد يساهم في بناء الوطن تجاريا او صناعيا او سياحيا او..او..او.
اما قصه الجاه ، فهي وإن كانت تعبر عن رغبة بشرية عادية في نيل احترام الناس وتقديرهم، لكن المال قد يجلب احترام الناس اكثر من المنصبن وبذلك تكون قضية التشريف والجاه وما يشابهها من عبارات التفخيم ، مبالغ فيها ان كانت هي السبب الرئيس في هذه اللهفة الإستيزارية.
ودون ان نتغاضى عن الطموحات السياسية لبعض الأحزابمن خلال رغبتها في المشاركة بالعملية السياسية (وهذا حق لهم)،يتبقى لدينا الهدف الأساسي والجوهري وراء الوصول للمناصب العليا ، وهو ان المناصب العليا هذه تجعلك من اصحاب القرار، الذين يصيغون القوانين ويصدرون التعليمات التي تدعم مصالحة الشخصية..المادية تحديدا.
ويجعلك المنصب – حتى بعد ان تتركه مكرها- عضوا في العديد من مجالس الإدارة، واعضاء الصناديق ، وهيئات المديرين والمؤسسات المستقلة (نظريا) طويلة جدا ، قد تغطي كامل حياتك. وهذا ما يدر عليك دخلا هائلا يغدو راتب الوزير او المسؤول معه رقما مضحكا، اضافة الى انه يكرس سلطتك في مراكز القرار حتى يأتي هادم اللذات ومفرق الجماعات.
هذا ما يزيد من تكالب الكثير من الناس على المناصب الكبرى، ولهذا يجهز السياسيون والمسؤولون الكبار ابناءهم ليرثوهم. تقول النكته الت قرأتها على الفيسبوك قبل ايام، ان رجلا من اياهم رن هاتفه، وشاهد رقم المتصل المميز، رد على الهاتف ، فقال له المتصل:
– نحن من الديوان.. هل انت فلان ابن فلان ابن علنتان؟
فرح الرجل وارتبك وقال:
– نعم انا …وانا انتظر هذه الفرصة لأخدم وطني ، كما خدمه ابي واهلي جميعا، وارد الجميل لشعبي ولإمتي… و أنا على استعداد لتحمّل المهام الموكولة لي بكل أمانة..
ضحك الرجل المتصل و قال :
– الله يديم الوطن
لكنك فهمتني غلط… إحنا من مطعم “الديوان” في إلنا سدر فاضي عندكم ،
ترجّعوه ولاّ نخصم ثمنه من الرهنية ؟
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com
