تناقضات بعدد الجنود الأميركيين بالشرق الأوسط.. والسبب؟

سواليف – أظهرت معلومات جديدة أن عدد الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط أعلى من السقف الرسمي المعلن، حيث كشف سجل البيانات الدوري لوزارة الدفاع أن الأرقام التي يكررها المتحدثون باسم البنتاغون هي أقل من العدد الحقيقي للجنود.

ويأتي الكشف عن العدد الأعلى هذا في الوقت الذي ينحسر فيه تنظيم “داعش” عن الساحة وتثار فيه أسئلة عن خطط الولايات المتحدة طويلة المدى في سوريا والعراق.‬

وتظهر أرقام مركز بيانات القوى الدفاعية في موقعها الإلكتروني عن 1720 جندياً أميركياً في سوريا و8 آلاف و892 جندياً أميركياً في العراق مقارنة مع السقف الذي فرضته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، وما زالت وزارة الدفاع تعمل على أساسه، وهو 503 جنود أميركيين في سوريا و5 آلاف و262 في العراق.‬

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيريك بيهون، لـ”العربية.نت”، إن التناقضات في الأرقام سهلة التفسير إن كان هناك تبادل أو تناوب للجنود في يوم معين، وتم توفير الأرقام لمركز البيانات في ذلك اليوم فسيتم عد جميع الجنود، الخارجين من البلد والداخلين إليه، مما يرفع الرقم مؤقتاً.

كما أشار بيهون إلى أن الجنود الذين يدخلون إلى البلد لمهمة قصيرة المدى، كما حصل في سوريا أثناء معركة الرقة، لا يعتبرون جزءاً من العدد الرسمي، رغم أن أعدادهم تحصى ضمن أرقام مركز البيانات.

وكانت إدارة أوباما قد تعرضت للكثير من الانتقاد لتبني هذه السياسة التي تستطيع فيها أن ترفع عدد القوات بدون الاعتراف رسمياً بمدى انخراطها في القتال في سوريا والعراق، لكن القضية أصبحت أقل جدلاً الآن.

من جانبه، قال الباحث في مركز الأمن الأميركي الجديد، نيك هيراس، إن “الإدارة الحالية تشعر أن شعبيتها لن تتأثر إن تركت عدداً من القوات الأميركية في سوريا والعراق”.

ويأتي الكشف عن هذا العدد الكبير من القوات الأميركية في سوريا، وهو أكثر ثلاثة أضعاف من الرقم المعلن رسمياً، في وقت تتعرض فيه الولايات المتحدة لأسئلة حول شرعية وجودها في سوريا رغم معارضة النظام، خاصة بعد هزيمة تنظيم داعش، والتي كانت ذريعة التدخل.

بدوره، يتساءل الباحث في مركز التقدم الأميركي، هاردن لانج: “إن كان لدينا حوالي ألفي جندي في سوريا، يصبح السؤال كيف سيتحول هذا الالتزام إلى مكسب سياسي؟ أم أننا سنصبح رهناً لعملية سياسية لا نشارك فيها؟ يجب ربط العملية العسكرية بتدخل دبلوماسي جدي ينقل الثقل من أستانا إلى جنيف”، في إشارة إلى المفاوضات التي تجري تحت رعاية روسيا وإيران وتركيا في كازاخستان من جهة، وتلك التي تجري في سويسرا تحت رعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى.‬

ولفت لانج إلى أن الكشف عن عدد القوات الكبير في سوريا سيطمئن حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد في الوقت الذي تثار فيه أسئلة عن التزام البيت الأبيض بتسليحهم بعد أن وعد الرئيس دونالد ترامب تركيا أنه سيتوقف عن تسليح الأكراد السوريين، قائلاً إن “الإدارة تريد من ناحية أن تطمئن الأكراد أنها باقية في سوريا وبنفس الوقت أن تتفهم قلق الأتراك”.

العربية نت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى