تمغيطة / محمد عياش القرعان

تمغيطة
بينما كنت “متمغطا” تحت اللحاف، اتفرج على التلفزيون واقلب القنوات واحدة تلو الاخرى، من قلة الشغل والزهق، واذ بي بطريق الصدفة، اجد احد النواب الافاضل، وهو يخطب على احدى القنوات الرياضية،،نعم رياضية لا تستغربوا عادي “لا يهم التخصص”، وقد شدني خطابه الحماسي العاطفي جدا، حتى جعلني اكمل استماعه للاخر، على غير عادتي، وقد اخذه الحماس حتى نسي نفسه ، وكأنه يخطب خطبة جمعة او خطبة مودع !!

واذا به بعد كل هذه الخطبة العصماء المزلزلة “التي وجلت منها القلوب وذرفت منها الدموع” قد برأ فيها جميع الوزراء والنواب والمسؤولين من قضايا الفساد واعطاهم صكوك براءة مجانية، وقال عنهم بانهم اتقياء انقياء، وجعل التهمة في عنق من هم اقل منهم منزلة او اقل من ذلك ربما، وتركها معلقة في عنق الشعب المسكين الغلبان الذي لا يملك من امره شيئا، والذي يتشاطر عليه الجميع، حتى هذا النائب الذي جاء من رحم “منطقة السخنة”، عفوا اقصد الشعب، لم يتركه ايضا في حاله، ،،، كونه الحلقة الاضعف في هذا البلد، وقد اكملها هذا النائب يوم الامس، بخطابه العاطفي الحماسي ذو العدة وجوه والذي فتن فيه الكثير من الناس، وضحك على الكثير منهم، ويا ليته صمت او منح الثقة بدون جعجعة ولا خطابات نارية لا تقدم ولا تؤخر اذا كانت النتيجة واحدة وهي منح الثقة !!!
وقد اعجبني تمثيله البارع وخطابه الماتع، حتى كدت ان افتن فيه، لولا ان عصمني ربي واستعذت من الشيطان وإفكه ثلاثا .

بينما انا على تلك الحال من الاستهجان والاستغراب والصدمة والذهول، اذ دخل علي ابني الصغير وهو يلهث ويقول ،، “يابه يابه، متى الراتب، لقد هلكنا يا ابتي ما ظل معنا مصاري، كل الاولاد بشتروا قدامي واني قاعد بتفرج ؟؟
فقلت ” انت بتسال عن الراتب يابه ؟
قال نعم يابه ، وما الغريب في ذلك ؟
قلت طيب يابه، بس استنى شوي عبين ما اجيب القايش اللي حاطه فوق الخزانة …
قال يابه شو دخل القايش بالموضوع ؟ قلت لاني بدي اقطعه عليك هسع، اذا ما انقلعت من قدامي !!
اي ولك اني هسع فاضيلك ؟ اي بدي انعل صباح ابوك على ابو اللي خلفك ، على ابو الراتب على ابو اللي نفظك، على اليوم اللي شفتكو فيه ،،،اي ولك بدي ارفش ببطنك هسع، اذا ما رحت من خلقتي !!!
ولك هو اني ناقصك انت كمان ؟ مهو الراتب صرت مستقرضه كله قبل ما استلمه بعد، من وراك ووراء اخوتك ووراء هال ***** !!
قال طيب اوكي يابه !

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى