تلهيجات

تلهيجات
سهير جرادات

على أقصى حد كل (يومين ونص ) #المواطنون_الأردنيون على موعد مع #سيناريوهات أو #بالونات_اختبار؛ لإلهائهم وذلك بخلق مشاكل وقصص تجعل الجميع يتحدثون عنها ويغضون الطرف عن المطالبة بحقوقهم و تحسين الخدمات المتردية، وبذلك يتم تحويل الرأي العام عن المشاكل الحقيقية وإلهائه بمسائل تافهة لا أهمية لها ، وابقائه في حالة انشغال دائم بحيث لا يجد أي وقت للتفكير بعد نشر عدم الشعور بالامان، وبذلك تتم السيطرة عليه بالكامل .
الجهة المسؤولة ( الله يسلمها ) عن اطلاق بالونات الاختبار و تصميم السيناريوهات و استغلال بعض الاحداث بصورة حرفية ، اختزلت المدد المقررة لها بحسب الاستراتيجيات التي تحدد ان تكون السيناريوهات على فترات متباعدة او حسب الظروف والحاجة ، حتى(هلكتنا) من كثر السيناريوهات المتتابعة التي تنشرها.. و(فقعتنا) من كثر بالونات الاختبار المتسارعة التي تطلقها .
بات المواطن الأردني على موعد مع #قصص_الإلهاء ، حتى أصبحت بالنسبة له حسب اللهجة العامية الأردنية بمثابة (تلهيجات) ، والتي تعني : كلام غير مقنع لتمضية الوقت .. حكي تعباية مجالس .. حكي واحد فاضي أشغال .
شوشتونا .. من كثر هذه ( #التلهيجات ) التي تطلقونها لمعرفة أراء المواطنين حولها .. وخاصة تلك التي تكون حول أمور (مرفوضة ) وغير مقبولة ومستهجنة وصولا الى ان يتقبل المواطن ما هو مقبل عليه ، كتلك التسريبات المفبركة حول اطلاق سراح السجين باسم عوض الله لمعرفة الآراء حول إخراجه ، ومعرفة ردود الفعل ، ولإيجاد طرق ( مقبولة ) لإنهاء قضية الفتنة وأهم أفرادها الامير حمزة ..
وصلت هذه ( التلهيجات ) الى درجة الاستخفاف بالمواطنين من خلال مخاطبتهم بلغة بسيطة وضحلة وركيكة ومن خلال طرح سيناريوهات للإستخفاف بعقولهم .. تارة الملك يفكر بالتنازل عن العرش .. وتارة طرح سيناريو إقامة أقاليم: ( الشمال والجنوب والوسط ) و يُوَلَّىٰ امير على كل إقليم ..وتارة طرح الغاية من إضافة كلمة الاردنيات الى الدستور الأردني لتمكين الملكة من الحكم !!

ومن أخطر هذه ( التلهيجات ) ذلك السيناريو عن نية طرح ورقة نقدية من فئة الـ 100 دينار .. وما دار حوله من تحليلات عن خطر انهيار قيمة الدينار الأردني.. او أن هناك حاكما جديدا ، حيث من المتعارف عليه ان طرح عملة جديدة مع الحكم الجديد ، كما طرحت العملة الورقية فئة الخمسين دينار التي حملت صورة الملك الجديد عبدالله الثاني عند توليه الحكم عام 1999 ، فيما تحمل العملة ذات العشرين دينارا صورة الحسين الباني، و فئة العشرة دنانير تحمل صورة الملك طلال، وفئة الخمس دنانير تحمل صورة الملك المؤسس .
ومن كثرة السعي الى الهاء المواطنين ، لجأت الجهات المختصة الى إعادة نشر مقالات قديمة أو فيديوهات ، ووصل الأمر الى الاحتفال بسنوية بالونات الاختبار و السيناريوهات .. لنحتفل بالذكرى الرابعة ( للشرشف الي انطته لأخوها ) .. وذكرى مقولة ( الخروج من عنق الزجاجة)…
ومن (التلهيجات) المضحكة المبكية تلك التي انتهجت استراتيجية نشر الامل بأن المستقبل افضل ، وذلك لإعطاء المواطنين المزيد من الوقت لتقبل الواقع على امل الحلم بمستقبل افضل.. حين اطلق رئيس الوزراء ( سدد الله خطاه ) جملته الشهيرة (أجمل الأيّام لم تأتِ بعد..)
ومن أعنف هذه ( التلهيجات ) تلك التي يتم اللجوء اليها من خلال خلق مشكلة مع توفير الحل ،لتمرير قرارات لن تحظى بالقبول الشعبي الا في ظل وجود ازمة مثل نشر قضايا عن 🙁 العنف – المخدرات – البطالة – الخصخصة – نقل الملكية واللامركزية ) ، تلك القضايا التي تجعل الشعوب هي التي تسعى وتطالب بوضع قوانين وبالتشدد لحل المشكلة التي لم يكونوا هم طرف فيها او سببها ، أو تقبل بما لايرضيها ، وشاهدنا كيف رضي الجميع بحبس عوض الله رغم انه لم يتم على أساس محاسبته على ممارسته جرم الخصخصة .
ومن أقذر ( التلهيجات ) تلك التي تنفذ استراتيجية تجهيل المواطن وضمان غبائه وحماقتة من خلال الحرص على يكون التعليم المقدم للطبقات الدنيا رديئة ، وذلك لإحداث ( فجوة ) طبقية بينهم وبين الصفوه بالمجتمع لضمان ان تبقى الصفوة هي الطبقة الحاكمة والمسيطرة على الطبقة الدنيا.
ومن ارق وألطف ( التلهيجات ) تلك التي تتحدث عن القرارات المؤجلة ، كما حصل مع طرح نية الحكومة ( رفع أسعار الكهرباء – وربط تحديد أسعار بيع المشتقات النفطية شهريا ) ، وذلك لضمان عدم رد الفعل الآني ، لغاية تقبل القرار .
عندما تموت نيات العمل لمصلحة المواطن، وتتزايد (التلهيجات ) وتتسارع وتصبح اللعبة الوحيدة التي تمارس ضد المواطن .. عندها : اقرا على الدولة السلام!!..
Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى