نظرة في قول سيدنا موسى (ولي فيها مآرب أخرى).

نظرة في قول سيدنا موسى (ولي فيها مآرب أخرى).

د. #عبدالله_البركات

عندما تناول المفسرون قول #موسى_عليه_السلام ردا على سؤال الله له ( وما تلك بيمينك يا موسى. قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ، (ولي فيها #مآرب أخرى) أسهبوا في شرح العبارة الاخيرة، واسندوا للعصا من العجائب ما لا يقبله عقل. فقالوا كانت تنبع ماءً اذا عطش وتضيء له دربه في العتمة وتستطيل حتى تبلغ ماء البئر العميق. وتثمر له اشهى الثمار. ويقدح بها لاشعال النار. كل ذلك قبل كلامه مع ربه وإعطاء الله له معجزات العصا .
يا لله كيف يخبط المفسرون خبط عشواء ويأتون بالغرائب والعجائب بلا دليل من قران او حديث صحيح. وكيف يستقيم ان لتلك العصا تلك الصفات وقد ارتجف موسى واهله من البرد وأوحشته العتمة ولو كان بإمكانه اشعال النار لما اهتم بالنار التي آنسها بعيدا. وما حاجته ان يطلب القبس والجذوة وعصاه بها كل تلك الصفات . وما هو الهدى الذي يحتاجه ومعه كل هذه الميزات مجموعة في عصاه. ثم ان كان تعود من هذه العصا كل تلك الخوارق فما باله يستغرب خارقة اخرى في صيرورتها حية تسعى. فهذه ليست اغرب من اثمارها اشهى الثمار واضاءتها اسطع الانوار وتفجرها بماء فوار. ولكن التسابق للاتيان بالجديد العجيب فتح الباب للخيال ان يشطح رغم كل الواقع الذي بمثل ذلك لا يسمح.

وكل ما في الامر أن سيدنا موسى عليه السلام ذكر بعض فوائد العصا، واعرض عن بعض تأدباً مع الله. فالعصا في الاصل لحماية نفسه من عدو او وحش او ثعبان. فلم يشأ ان يذكر في حضرة الله تعالى ذلك الجانب العنيف من الحاجة للعصا. واكتفى بما لا يحرج ذكره من صفاتها. ولعله استذكر بطشه بالقبطي فخجل أن يذكر ما يستدعي تلك الواقعة الاليمة.

لو جردت كتب التفسير من تهويلاتها ومزايداتها واسرائلياتها لخف حملها وسهل الرجوع اليها ونالت قبول أولي الالباب. فمتى يقيض الله لكتابه من يضع تفسيره في نصابه. اللهم عجل بذلك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى