هل تنجح إدارة ترامب في إقناع روسيا بالتخلي عن إيران؟.. هذا ما يريده بوتين بالمقابل

سواليف

بينما تشرع إدارة ترامب في تخطيط عملية التواصل والتقارب مع روسيا، سوف يتمثل أحد التساؤلات التي يتعين على الرئيس الجديد الإجابة عنها فيما إذا كان يستطيع إقناع روسيا بالتحول بعيداً عن إيران.

فقد حدث تقارب بين الدولتين منذ عام 2015، حينما رفعت مجموعة من الدول بعض العقوبات المفروضة على إيران مقابل توفير المزيد من الشفافية حول برنامجها النووي.

وتبيع روسيا لإيران أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، بينما توفر إيران ضباطها وميليشياتها لإخضاع المدن السورية التي تتعرض للقصف الجوي الروسي دون تمييز بحسب تقرير لموقع Bloomberg الإلكتروني.

وذكر مايكل ليدين، الذي عمل خلال الفترة الانتقالية مستشاراً لمايكل فلين ويعمل حالياً مستشاراً للأمن القومي بإدارة ترامب: “من المهم أن نتعرف على حدود رغبة روسيا في التعاون معنا بشأن إيران. ولا بد أن يتم إجراء هذه المحادثات”.

وقد اشترك ليدين مع فلين في إعداد كتاب “ميدان القتال” الصادر عام 2016 والذي استعرض الرؤية الأمنية الوطنية للجنرال المعتزل.

هزيمة إيران للانتصار على التطرف

ويتناول هذا الكتاب ضرورة هزيمة إيران؛ من أجل الانتصار في الحرب ضد الإسلام المتطرف. وفي الوقت ذاته، ينتقد فلين وليدين أيضاً قيمة روسيا باعتبارها شريكاً في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

وقد كتبا: “حين يُقال إن روسيا ستكون شريكاً مثالياً في قتال الإسلام المتطرف، يتوجب علينا أن نتذكر أن الروس لم يكونوا ناجحين للغاية في قتال الجهاديين داخل مناطقهم وأنهم يتحالفون مع إيران. وفي سوريا، أعلن الحليفان أنهما يشنان حرباً ضد تنظيم داعش، إلا أن الجزء الأكبر من جهودهما كان في الواقع يستهدف خصوم نظام حكم الأسد”.

والآن، سوف يتمثل الجزء الأكبر من جهود إدارة ترامب الدبلوماسية في إقناع روسيا بالتخلي عن إيران بسوريا ووقف مبيعات الأسلحة إلى دولة إيران الإسلامية.

ويتمثل العامل الآخر في اتفاق إيران النووي الذي أبرمه أوباما قبل تنصيب ترامب. وذكر ترامب أنه لن ينسحب على الفور من ذلك الاتفاق. ومع ذلك، فقد انتقد الاتفاق، وذكر بعض المسؤولون أنهم يودون معرفة ما إذا كان من الممكن إعادة التفاوض على شروط أفضل.

ملتزم بأسلوب أوباما

وهكذا، يلتزم ترامب من كثب بأسلوب باراك أوباما حينما وصل إلى البيت الأبيض عام 2009. وحينذاك، ألغت الولايات المتحدة نشر دفاعاتها الصاروخية بجمهورية التشيك وبولندا ولم تمارس المزيد من الضغوط على روسيا جراء احتلالها لجورجيا في أعقاب حرب عام 2008.

وفي المقابل، قام الروس بدعم قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني والتفاوض على اتفاقية الحد من التسلح، بما يؤدي إلى الحد من الأسلحة النووية طويلة المدى في كلتا الدولتين.

ومن غير الواضح ما يريده الروس في المقابل هذه المرة. فقد قال مايكل ماكفول، سفير الولايات المتحدة السابق إلى روسيا الذي تولى عملية التقارب والتواصل مع موسكو، إنه لم يكن يعرف ما يستطيع ترامب أن يقدمه لبوتين مقابل التخلي عن إيران، الحليف الرئيسي والشريك التجاري له.

وقال: “هل سنقوم بشراء أنظمة الأسلحة الروسية التي تبيعها موسكو حالياً لإيران؟ بالطبع لا. وهل سنجعل حلفاءنا من السُّنة يفعلون ذلك؟ ذلك أمر غير محتمل. لا أتفهم ما الذي سيجنيه بوتين من خلال مثل هذه الصفقة”.

ماذا يريد بوتين؟

لمّح بوتين في بعض الأوقات إلى ما يريده من الولايات المتحدة. وقبيل الانتخابات، أعلن الكرملين وقف اتفاقية التخلص من البلوتونيوم المستخدم في تصنيع الأسلحة النووية خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول.

وذكر إعلان الكرملين أن روسيا سوف تدرس تجديد اتفاقية البلوتونيوم إذا ما خفضت الولايات المتحدة من حجم وجودها العسكري في بلدان حلف شمال الأطلنطي المتاخمة لها، وألغت العقوبات المفروضة على روسيا جراء ضم إقليم القرم، وقامت بتعويض روسيا عن العائدات التي خسرتها نتيجة فرض تلك العقوبات.

ولم يذكر ترامب ذاته ما يرغب في تقديمه للروس بصفة محددة، رغم أنه قال إنه يود أن يتم رفع العقوبات المفروضة على روسيا في ظل الظروف المناسبة، وقال خلال لقاءات أُجريت معه إنه يهتم بتنفيذ الاتفاقيات الجديدة للحد من التسلح المبرمة مع روسيا.

وتظل المشكلة الإيرانية قائمةً في كلتا الحالتين. وقد قال ماثيو ماكينيس، المحلل السابق بوكالة الاستخبارات العسكرية المعنيّ بالشأن الإيراني والذي يعمل حالياً بمعهد المشروعات الأميركية: “لا أجد سبيلاً على الإطلاق لطرد الإيرانيين من سوريا، ولكني أرى كيفية الحد من النفوذ والوجود الإيراني بالمنطقة. فهناك هدف يمكن تحقيقه”.

وقال ماينيس إن ذلك يعني موافقة روسيا على دعم إعادة بناء جيش سوري لا يخضع لسيطرة إيران وميليشياتها الأجنبية.

ويستطيع ترامب أن يستغل الفرصة أيضاً في ممارسة ألعاب الذكاء مع قادة إيران المصابين بداء العظمة.

فقد تمكنت أسرة رومانوف من إذلال إيران خلال القرن التاسع عشر عبر إبرام معاهدات عقابية. وفي الصيف الماضي، تصاعدت حدة التوتر حينما اعترف الروس بأنهم كانوا يقومون بمهمات جوية من إيران إلى سوريا. ويمكن استغلال انعدام ثقة إيران بروسيا من خلال الدهاء الدبلوماسي.

سوف يكون ذلك عملاً متوازناً، وسوف يواجه ترامب أوقاتاً عسيرة في إقناع الكونغرس بأن الأمر يستحق تحقيق التوافق مع روسيا في هذه الأيام، وخاصة أن المجتمع الاستخباراتي يتحرى عن العلاقات التي تربط حملته بحكومة بوتين قبيل إجراء الانتخابات.

وفي غضون ذلك، يتعين على روسيا أن تفكر ملياً فيما إذا كانت تفضّل الصداقة الجديدة مع الولايات المتحدة على صداقتها الحالية مع إيران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى