تطبيع الاعراب وتكويع العربان !

تطبيع الاعراب وتكويع العربان !
بسام الياسين

( ان لم تُجنَّ من الوضع العربي فانت فعلاً مجنون )

في هذا الزمن العجيب، لا نرى سوى العجب من افاعيل العرب والانقلاب على العروبة والاسلام والتاريخ والهوية. في هذا الطقس الموبوء،لا يجوز السكوت عن من يريد اشعال الحرائق في بيادرنا، وجر الناس الى لعبة التطبيع، لنكون لقمة سائغة لاعدائنا اليهود ومن والاهم من عرب متهودين،و لن ندير ظهورنا لما يجري من تركيع.فالاردن وطن الوفاق والاتفاق،ملاذ الاحرار،ارض الحشد والرباط، منصة التحرير ومنطلق الاحرار. سبيلنا لغة صريحة تخاطب ارواح العرب الميامين وعقولهم ، منطلقين من روح وطنية،قائمةعلى قاعدة عروبية اسلامية في فهم الحركة الصهيونية والتنبوء باهدفها الخبيثة ومراميها التوسعية المستقبلية.

الحضارة بتعريفها الاشمل، ليست القوة المادية والعسكرية فحسب، بل هي مجموعة القيم المستقرة التي تتعدى ذلك الى التنظيم والانتاج والفكر والارتقاء بالانسان في جميع مناحي حياته. التتار كانوا ـ كاليهود الصهاينة ـ قوة تدميرية، لكنهم لم يصنعوا حضارة، ولم يتركوا فكراً، ولم يخلفوا فناً او تراثًا انسانياً لاعتمادهم السيف.فكانت نهايتهم الذوبان في المجتمع العربي، واستلهامهم قيمه الانسانية، ثم اعتناقهم الاسلام.التغيير لا يكون الا في سياق ثقافي حضاري اجتماعي شامل ومتكامل، ورؤية علمية مدروسة، مثالاً، اوحى الله الى سيدنا نوح قبل «الطوفان» ان يهيأ الارضية للتعيير،فامره ببناء سفينة لانقاذ نفسه واهله ومن معه من طير وحيوان ونبات،فاي نشاط انساني ان لم يخضع لادارة عبقرية واداريين افذاذ وتخطيط علمي فمصيره الاخفاق.

مقالات ذات صلة

الوطن العربي يتعرض لهزات عنيفة،ما يزيد في تعميقها، ويحرف مسارها، وجود شرائح نخبوية طفيلية وضعيفة ومتخلفة حتى لو ركبت افخم السيارات وسكنت ناطحات السحاب.هؤلاء ينظرون للوطن كقطعة قماش تسعى لتفصيله على مقاسها.فصارت الحاجة ملحة لفضحها امام العامة لا يكون ذلك الا بتثوير الاعلام وعصرنة التعليم. فاذا كان الاعلام منحرف والتعليم ضعيف فالنتائج مدمرة.لهذا يجب ان يكون الاعلام والتعليم خارج التنميط والبرمجة.في ظل هذه المعمعة نسأل :ـ اين القامات الباسقة؟!. ولماذا التزمت صمت اهل الكهف وتراجعت لاطراف الصورة حين علقت الامة في عنق الزجاجة ؟! ولماذا صارت الدعوة للوحدة بدعة ونقيصة فيما التجزئة والتطبيع تستحق التمجيد؟!.

منذ هزيمة العرب سنة ٧٣٢م في معركة بلاط الشهداء،تفتت الامة وانكفأت على ذاتها عندما اسقطت مشروعها الوحدوي،فاصبحت دولها بحجم طابع بريد،وسكانها قبائل متناحرة،تقودها عوائل و ترفع اعلاماً بينما اعدادها اقل من سكان حي في مدينة كبيرة، ثم اخذنا نستورد القمح لطعامنا والشعير لدوابنا وسجادة الصلاة من بوذا.

التتار، الصليبيون، الانجليز، الايطاليون، الامريكيون،الصهاينة استباحوا الامة ،نكلوا باحرارها، سرقوا ثرواتها،وبدلا التصددي لهم لتمزيق وطننا الواحد باتفاقية سايكس بيكو،دأب بعضنا للدفاع عنها والاستماتة لتثبيت خوازيقها، وكهربة اسلاكها الشائكة.هولاء نسوا ما قام لجنرال الانجليزي “اللنبي” الذي وقف في القدس،تحديداً في جوار الاقصى قائلاً :ـ « الان انتهت الحروب الصليبية»،اما الجنرال الفرنسي غورو، فوضع قدمه على قبر البطل صلاح الدين ،المدفون في دمشق قائلاً بزهو:ـ الان عدنا يا صلاح الدين. في السياق ،نستذكر الزعيم الصهيوني المتعجرف مناجم يوسيشكين الذي كان دائم الاستشهاد بالنص التوراتي من سفر الخروج امام الجاليات اليهودية والدولية ،عام ١٩٢٨ تمهيداً لطرد الفلسطينيين بالقول :” قليلا ً قليلاً،اطردهم قبل ان يتكاثروا ويمتلكوا الارض،هؤلاء العرب الهمج يستحقون الطرد وانني على استعداد للدفاع عن وجهة نظري امام الله والامم والمتحدة”.

عود على بدء،الاردن خط المواجهة الاول مع المشروع الصهيوني، ولتصليب هذه الجبهة التي بارك الله بها وبما حولها، يجب تعزيز اللُحمة الاردنية / الفلسطينية بعد ان اصبح ظهرنا للجدار الاخير،ولكي لا يتسرب دعاة التفرقة من شقوق الاقلمة، مستشهدين بقول الله:ـ ” الاعراب اشد كفراً ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله والله عليم حكيم “، رافعين شعار:ـ ” كلنا اردنيون في مواجهة الوطن البديل، وفلسطينيون حتى التحرير” ـ و ليخسأ الخاسئون ـ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى