تشاوشيسكو الحاكم المستبد

#تشاوشيسكو #الحاكم_المستبد
موسى العدوان
يُعرّف الكواكبي #الاستبداد بأنه : ” التعسف في استخدام #السلطة من قبل فرد أو مجموعة من الأفراد، دون الخضوع لقانون أو قاعدة، ودون الأخذ برأي المحكومين.
وقد أورد الكاتب رمزي الميناوي في كتابه بعنوان ” لحظات فاصلة في حياة الزعماء “، مثالا على ذلك، من خلال قصة الرئيس الروماني تشاوشيسكو أقتبس منها ما يلي:
” كان الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو من أشهر #الطغاة المستبدين في التاريخ المعاصر. وقد حكم رومانيا لمدة 24 عاما ( 1965 – 1989 ). أصيب تشاوشيسكو بجنون العظمة في نهاية حياته، فكان يخلع على نفسه اللقب تلو الأخر مثل : القائد العظيم ، الزعيم الملهم، دانوب الفكر، منار الإنسانية المضيء، وصاحب العبقرية التاريخية.
كان تشاوشيسكو وبدعم وتشجيع وتحريض من زوجته ( رأس الأفعى ) ينكّل بخصومه ومعارضيه، فكان لا يقبل أي نقد، ولا يظهر أي رحمة مع معارضيه، فيعتقلهم ويعذبهم ويقتلهم. ومما جعله يذهب بعيدا في طغيانه، بطانة السوء من الانتهازيين والمنافقين من رجال النظام وكتبته، الذين كانوا يصفونه بِ ( يوليوس قيصر، والاسكندر الأكبر ، وحامي الشعب )، حتى طفح الكيل بشعبه فثار عليه وعلى رجاله.
انفجرت المظاهرات في رومانيا فجأة بشكل لم يكن متوقعا، وخصوصا بعد أن قامت قوات الرئيس بقتل عدد من المتظاهرين الطلبة، في 20 ديسمبر 1989. وكانت المظاهرات العنيفة قد وصلت إلى قصر الرئيس الفخم، فخرج تشاوشيسكو ليخطب في المتظاهرين، لكنهم كانوا يهتفون ضده مما اضطره لقطع خطبته.
وفي اليوم التالي ازدادت المظاهرات حدّة، برغم عدد القتلى الذي فاق المئات، وعدد الجرحى الذي تعدى الآلاف، فغصّت بهم المستشفيات، واستطاع المتظاهرون حصار القصر، وأخذت أصواتهم تهدر في الأجواء مما أصاب تشاوشيسكو بالرعب، واضطر للهرب عن طريق الممرات السرية في قصره.
وبواسطة طائرة عمودية حطت به هو وزوجته خارج المدينة، استقل بعدها سيارة سرقها أعوانه من إحدى المزارع، للبحث عن مخبأه السري الخاص الذي لم يكن يعرف مكانه، واستطاع الفلاحون القبض عليه وتسليمه للسلطة.
عُقدت للرئيس محكمة سريعة، بثت جلساتها إحدى شبكات التلفزة الفرنسية. فعندما نودي على الرئيس تشاوشيسكو، وأدرك دنو اللحظة الأخيرة، أخذ يبكي كالأطفال، خاصة حين قام أحد الجنود بتقييده قبل إطلاق النار عليه.
أما السيدة الأولى ( الأبشع ) ليس فقط في تاريخ بلادها، بل وفي سائر دول القارة الأوروبية، زوجته العجوز التي كانت تبلغ من العمر – آنذاك – ثلاثة وسبعين عاما، فقد قامت بضرب أحد الجنود على وجهه، حين حاول تقييدها ليعدّها للموت “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
يقول حكيم : إن الاستبداد أصل لكل داء، فهذه الآفة الاجتماعية تنعكس نتائجها على المجتمع، لأن الأخلاق التي تنمو في ظل الاستبداد، تكون معاكسة للفطرة الإنسانية، وتُفقد المرء ثقته بنفسه، وتعلّمه الرياء والاستكانة. فالإنسان كالشجرة ينمو ومعه ما يصادفه من عناية وسقيا.
في حياة كل سياسي لحظات حاسمة، تضعه أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما أن يسلك طريق الشرف وخدمة شعبه ووطنه بأمانة، فيخلد التاريخ ذكره بأحرف من نور، أو يعادي شعبه من خلال إجراءات قمعية، تحمل مختلف وجوه الظلم. فتكون النتيجة أن يلفظه شعبه، وتصبح نهاية حياته مأساة محزنة، يلعنه التاريخ كلما جاء ذكره، مكتوبا أو مسموعا في أي حين . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى