كيف سترد واشنطن على هجوم القاعدة الأميركية بالأردن؟

#سواليف

رفع مقتل 3 #جنود #أميركيين، أمس الأحد، في #قاعدة_عسكرية بالأردن، إجمالي #الخسائر_العسكرية الأميركية في المنطقة منذ بدء عملية #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى خمسة أشخاص، إذ سبق أن فقدت البحرية الأميركية جنديين خلال عملية ضبط أسلحة مهربة إلى #اليمن.

وأبرز الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الأميركية في شمال شرق الأردن، فشل الهدف الأميركي الساعي لعدم اتساع نطاق #الحرب على غزة جغرافيا.

وتشدد إدارة الرئيس جو #بايدن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول على فعل ما في وسعها لمنع اتساع نطاق الحرب الجارية على قطاع غزة، وفي سبيل ذلك أرسل بايدن حاملتي طائرات “جيرالد فورد” و”داويت أيزنهاور” إلى شرق البحر المتوسط، إضافة إلى نشر أكثر من 20 قطعة بحرية، وتعزيز أسراب القوات الجوية في الشرق الأوسط، بهدف ردع أي أطراف تفكر في التدخل.

إلا أن زيادة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لم يساهم في زيادة استقرار المنطقة بعيدا عن ساحة قطاع غزة، بل على العكس ساهم في زيادة التوتر، خاصة بعدما قررت جماعة الحوثيين التي تحكم أجزاء من اليمن عرقلة الملاحة البحرية المتجهة إلى إسرائيل حتى يتم وقف العدوان على غزة. ودفع ذلك للتدخل الأميركي عسكريا وشن هجمات جوية مؤخرا على أهداف عسكرية للحوثيين داخل اليمن.

هجوم ليس الأول

إعلان فصائل عراقية تطلق على نفسها ” #المقاومة_الإسلامية في #العراق”، وهي تحالف من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن الهجوم؛ لم يكن مفاجئا. ووصفت الفصائل الهجوم بأنه انتقام للوجود العسكري الأميركي في المنطقة، ولعدد #الشهداء الفلسطينيين في غزة؛ حيث استشهد أكثر من 25 ألف شخص حتى الآن.

جدير بالذكر أن القواعد الأميركية داخل #العراق و #سوريا تعرضت لأكثر من 151 هجوما منذ 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم ترد واشنطن بهجمات مضادة على كل تلك الهجمات. ودفعت واشنطن بأن ردها هو رسالة “لعدم الرغبة في التصعيد”.

ويرى عدد من الخبراء ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت، أن هناك تفاهما صامتا وإدراكا للخطوط الحمراء بين واشنطن وطهران (والجماعات المسلحة التابعة لها)، في ساحة المواجهة بينهما في العراق وسوريا.

ولا يعرف بعد السبب الحقيقي وراء شن الهجوم داخل الأردن تحديدا، وهو الهجوم الذي لا يملك الرئيس بايدن، في عام انتخابات، ترف تجاهله أو عدم الرد عسكريا عليه.

ويرى آدم وينشتاين، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي بواشنطن، أنه كان من الواضح دائما أن وجود القوات الأميركية المتناثرة في العراق وسوريا يشكل خطرا لجر الولايات المتحدة إلى صراع أكبر في مثل هذه المنطقة التي لا يمكن التنبؤ بها.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه “لهذا السبب لطالما دافعت عن إعادة التفكير في الموقف العسكري الأميركي في العراق، منذ أن دعوت لاستكشاف كيف يمكن لواشنطن إجراء انسحاب تدريجي للقوات وإعادة تقييم لأهداف هذا الوجود، خاصة مع تزايد مخاطر إثارة صراع أوسع، سواء عن قصد أو عن غير قصد”.

مفاجأة موقع #الهجوم

من جهته، عبّر ديفيد دي روش، المسؤول السابق بالبنتاغون والمحاضر بكلية الدفاع الوطني بواشنطن، للجزيرة نت، عن مفاجأته لوقوع الهجوم داخل #الأراضي_الأردنية. وقال دي روش إنه من المحتمل جدا أن تكون الطائرة بدون طيار التي هاجمت القوات في الأردن موجهة إلى هدف في سوريا وأخطأت.

وأضاف: “وبالنظر إلى أن إيران تفضل العمل من خلال شبكة من الوكلاء الذين لا يقيدون أنشطتهم بشكل عام، فلا ينبغي أن يفاجئنا أنهم سيهاجمون القوات الأميركية في بلد محايد سابقا”.

واعتبر أن “الشيء الوحيد الذي لم يفاجئني هو أن الوكلاء الإيرانيين تمكنوا أخيرا من قتل أميركيين، لقد تعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا للهجوم لأكثر من 170 مرة من قبل وكلاء إيرانيين في الأشهر القليلة الماضية وكان من المحتم أن يحالفهم الحظ ويخترقوا الدفاعات الأميركية عاجلا أم آجلا”.

من جانبه، وفي حديث للجزيرة نت، قال تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، إن “الهجوم مفاجئ إلى حد ما، بالنظر إلى أن الأردن حتى الآن لم يكن موضوعا لهجمات من قبل المليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا أو العراق. يوسع هذا الهجوم الأخير دائرة البلدان المتأثرة مباشرة بالقتال أو المشاركة فيه ويعمق خطر نشوب صراع أوسع، مع تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر على جبهات متعددة”.
طريقتان للرد

دي روش أشار إلى أنه على إدارة بايدن أن ترد بقوة على هذا الهجوم، وقال للجزيرة نت: “لدى بايدن طريقتان للقيام بذلك. الأولى بتوسيع قائمة أهدافهم في سوريا. في الماضي، كانت الغالبية العظمى من الضربات الانتقامية الأميركية موجهة ضد المباني أو مخازن الأسلحة. أعتقد أن قائمة الأهداف قد تتوسع الآن لتشمل قيادة المليشيات، وربما أفراد الحرس الثوري الإيراني الذين يزودون المليشيات بالأسلحة والاستخبارات والتدريب والتوجيه العملياتي”.

والطريقة الثانية، بحسب الخبير العسكري الأميركي، هي بالتصعيد أفقيا، أي توجيه الهجمات ضد القوات الإيرانية ووكلائها خارج العراق وسوريا. ويمكن أن يشمل ذلك سفن الاستخبارات الإيرانية التي تعمل في بحر العرب.

وعن طبيعة رد بايدن، قال المسؤول السابق في البيت الأبيض تشارلز دان: “أتوقع من الإدارة، التي ألقت باللوم في الهجوم على المليشيات المدعومة من إيران التي تعمل من سوريا أو العراق، أن ترد بسرعة وبشكل مباشر بضربات ضد أهداف المليشيات وحتى المنشآت الإيرانية في البلدين”.

وجادل الرئيس السابق دونالد ترامب بأن “ضعف واستسلام” الرئيس بايدن هو المسؤول عن الهجوم المميت بطائرة مسيّرة في الأردن الذي أسفر عن مقتل 3 من أفراد الجيش الأميركي.

وقال ترامب في منشور على موقع “تروث سوشيال” الذي يملكه: “لم يكن هذا الهجوم ليحدث أبدا لو كنت رئيسا، تماما مثل هجوم حماس المدعومة من إيران على إسرائيل لم يكن ليحدث أبدا، والحرب في أوكرانيا لم تكن لتحدث أبدا، وكنا سنحظى الآن بالسلام في جميع أنحاء العالم. بدلا من ذلك، نحن على شفا حرب عالمية ثالثة”.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى