تخسا يا كوبان / جمال الدويري

تخسا يا كوبان …
كان للوطن اغاني وأهازيج، وللنشامى انغام تثير حميتهم وتدفع بهم الأدرنالين الوطني الى ابعد حدوده وكمياته، وأصوات اذاعية تهدر بالرجولة وعشق التراب والتعبئة الوطنية، ترافق هدير الجنزير ودانات المدافع وتكبيرات الجنود والضباط، وهم يرسمون لوحات الشرف والذود عن الأردن، ويحافظون على القدس ووطن العرب اينما دعى الواجب واحتدمت الكونات.
كانت هذه صادقة مثل صدق اولئك الذين تحفزهم للنفير والتضحية، وعندما غاب الصدق عن هذه الكلمات والألحان، وتشابهت الالاف منها، وأصبحت مادة للتكسب والاسترزاق، وعندما اصبحوا يغنون للحارات والجهات مقابل اجور مجزية، وغابت الأهداف الحقيقية للفن الوطني، وعندما هبطت الكلمات وارتفعت بالأداء حشرجات الموسيقى المشروخة، عند هذا وغيره الكثير من التزحلق نحو الهاوية الفنية، تحيد الوطن وبرد الوجدان وسادت المعلبات الفنية، التي يشبه اولها اخرها، واختلطت الأشياء والمسميات، وما عدنا نفرق بين الغناء للوطن، او نعيه والعويل عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى