تخبط اعمى لحكوماتنا
انس الطوايعة
في نهايه كل عام تقوم حكومات الدول المتقدمة باعداد تقارير الموازنه العامه، وتقوم بكل ما يلزم من اجراءات تساهم في سداد مديونيتها وتعزيز الخدمات والواجبات التي تقدمها الدوله لافرادها ، الامر الذي يساهم في جعل المواطن يعيش برفاهيه وبمستوى افضل من السابق، مما يرفع من ادائه الوظيفي ويعمق شعوره بالمواطنه والتضحيه من اجل دولته .
في بلدنا الحبيب في كل عام تقوم الحكومات المتعاقبة بزيادة الضغط والاستعلاء ، و تمارس سياسة التضييق على المواطن الاردني ، وتحرص ان يعيش على الفتات وعلى القروض التي انهكت جميع الاردنيين، حيث بات كل اردني مدين لاحد البنوك الربويه عوضا عن ديونه الخارجيه من الناس، فلا الراتب يكفي للحياه ولا يكفي متطلباتها .
فارتفعت نسب الطلاق والعنوسه والقتل والزنا والدعارة وقضايا الاختلاس والفساد ، وبات الاردن بحاجه لزيادة عدد السجون ، لكي تستوعب هذه الاعداد المتزايده من الجراىم نتيجه هذه الحاله الاقتصاديه الصعبه .
الغريب في الامر اني لم اسمع صوت مسؤول واحد يستنكر هذه الحاله من الانهيار الاقتصادي الذي نعيشه ، بل اكاد اجن من صيحات المسؤولين اصحاب الكروش المنتفخه بدعوتهم لنا ان نصبر ونتحمل هذه الضغوطات وهذه الكوارث، في حين تزداد كروشهم مالا وتخما من جيوبنا الفارغه المعدمة .
تصريحات المسؤولين عند كل ارتفاع جديد للاسعار او عند فرض اي ضريبه جديده، تكاد تكون غايه في السخريه والوضاعه، وكانهم يخاطبون اطفال لم يتجاوزا سن الحلم، ويكذبون وهم على يقين ان الجميع يكذبهم ، لكن لسان حالهم يقول ان لم تستحي فافعل ما شئت .
يلومنا الكثيرون عندما نتحدث عن انجازات الشعوب الاخرى ، او نجهر في محبتنا العمياء لاردوغان هذه الانسان المخلص الذي استطاع بحنكه وتميز وصدق ، ان ينقل تركيا من دولة معدمة فقيرة الى دولة تجاري روسيا والولايات المتحدة الامريكيه .
لم يسد اردوغان ديون تركيا، من خلال فرض ضرائب ورفع اسعار وتجويع شعبه ، بل اتبع سياسات اقتصاديه رائدة ، استغل من خلالها جميع الموارد والكفاءات التركيه والغربيه لينجز الكثير في فتره وجيزة .
انجز اردوغان دون يضطر اعضاء حكومته ان يقولوا للاتراك تاقلموا على ظروفكم وحياتكم الاقتصاديه الصعبه، لان شعوب المنطقة حولكم تعاني فحال تركيا افضل من سوريا والعراق وغيرها من الشعوب الغارقه في الدماء ، كحجة وضيعة ، كي يصبر الشعب ويدخل في غمار المقارنات مع الدول التي انهكتها الحروب، بل قال سنسعى ان نكون الدوله الاولى اقتصاديا قبل حلول 2023 م حيث يضع بين عينيه دول متقدمة لينافسها ويرفع في نفس الوقت الروح المعنويه لامته التي تشعر بمدى قربه منها .
حكومة النسور منذ اربع سنوات وهي تفرض الضرائب، وترفع الاسعار وتضيق علينا، حتى بات هدف كل شاب كل اردني ان يحمل جواز سفره ، ويهاجر الى اي دوله ، حتى وان كان مقديشو .
النسور عندما اكد ان الدعم الحكومي للوقود هو سبب العجر في الميزانيه ، وان وقف الدعم هو الحل الجذري لانقاذ الميزانيه ، حاولنا ان نصدقه وقبلنا القرار ، فارتفعت المديونيه 8 مليارات دينار ، لم يشعر اي مواطن ان دينارا واحدا وصل له منها .
ملايين الاردنيين يعانون من سوء المستشفيات الحكوميه وخدماتها ،ويموت المئات بسب الاهمال الطبي والاخطاء الفادحة وانتظار طوابير المراجعات الطويلة ، ولم نسمع تقدما في مستشفياتنا ومرافقنا الطبيه خلال ارتفاع هذه المديونيه ، لا بل وتم فرض ضريبه واجرة على سيارة الاسعاف .
الموظفون الحكوميون باتوا الاكثر فقرا وعوزا ، بل بات الموظف يشعر ان الحياة عبء ثقيل عليه يتمنى ان يتخلص منها في اي حين ، ولم نسمع رغم هذا الانين بزياده رواتب او بتحسين معيشة.
ارتفعت العنوسه لدرجه ان الزواج بات حلما لكل شاب ، واصبح الواحد منا يتخلى عن هذه فكره تدريجيا ، حتى لا يدخل زوجته واولاده في دوامة الفقر التي يعيشها .
بات اصحاب الشهادات يقبلون بادنى الوظائف في ظل فساد وغطرسة اصحاب القرار وجعل الوظائف العليا فقط من نصيب اولادهم وذريتهم .
وما خفي اعظم اعتقد اننا بحاجة ماسة لحكومة منتخبة ، تتلمس احتياجاتنا وتلبي رغباتنا البسيطة ، فوالله يعز علي العسكري النبيل ان يعمل بعد نهاية عمله ، سائق تكسي او عامل بناء ، ويعز علي ان ارى المعلم صاحب اعظم مهنة ورساله ، ان يخجل من فقره وعمله .
الظلم والفساد انتشر وويل للظالم من مشهد يوم عظيم .