“تحزيط”

مقال السبت 18-4-2020
“تحزيط”
الربيع هو موسم “المازيات/الدواحل/القلوق”..لذا كانت تتحوّل الحارات الى خطوط وجوَر وتصفيات أبطالها أولاد الحي ، تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر وتنتهي مع الغروب..
كل لاعب كان يحضر “مازياته/دواحله” بجيبه أو في “فردة جرابة” قديمة ويبحث عن لاعبين ومتبارزين، وعندما يتمّ الإيجاب والقبول بينهم ..يطرح السؤال المعتاد عن “حقّة ولا تشذبة”؟..بمعنى هل الخسارة التي يخسرها اللاعب هي حقيقية أم كاذبة؟ بمعنى هل سيعود اليه رأس المال من “المازيّات” التي دخل بها اللعبة أول النهار دون زيادة أو نقصان أم لا؟..اذا كانت اللعبة “عن تشذبة” تعود اليه وكل ما يجري في اللعبة عبارة عن تسلية وبالتالي لا تستحق كل شدّ الأعصاب والصراخ وارتفاع ضغط الدم والقرمزة والنفخ على “المازي”..وإذا كانت عن حقّه فيجب أن يعرف اللاعب ذلك ويعرف أن ما جاء به صباح اليوم من رصيد “مازيّاتي” لن يعود به بتاتاً أو ربما يعود بأكثر منه بأضعاف هو وحظّه ونشاطه وتركيزه..
هناك مصطلح يرافق اللعبة “اللي عن حقّه” وهو “التحزيط” وهو مصطلح قاسٍ لمن جرّب اللعبة..”فلان “حزّط” فلان..أي أن فلاناً أخذ كل ما يملك خصمه وتركه بلا رصيد “من المازيّات”..”قبل شوي حزّطتني..أي قبل قليل خسّرتني كل ما أملك”..” والله لأحزّطك..والله لآظفر بكل ما تملك من دواحل”..”مطّيت: أي مددت يدك أكثر من اللازم أثناء اللعب”..”زغيت..زغّاي: أي دلّست في اللعب وزوّرت فأنت مدلّس…”بتّيت لها..أي سهّلت الطريق للدوحل حتى يصل الى الجورة أو الى مثلث “المور” وهذا من أنواع الغش المقيت في اللعب..
ما أردت قوله أعلاه أن الحكّومة كانت تلعب معنا “عن كذبة” في أول ظهور الكورونا..وبعد شهر منها صارت تلعب “عن حقّه “..فـ”مطّت” إجراءات الحظر لــ”تبتّي” لأمر الدفاع رقم “9”..و”زغت” مع الفاسدين…حتى “تحزّط” الموظفين علاواتهم ورواتبهم…
وها أنا ما زلت “مقرمزاً” حتى تنطلق صافرات الغروب، وأرى عودة اللاعبين المحزِّطين والمحَزَّطين..وإنها لقرمزة حتى النصر!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أنسيت اللي “دغى” أي غش باللف والدوران يعني بالضبط مثل ما عملت الحكومة ..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى