.لا نوم ولا دمع

[review]
الاثنين 29-6-2009هذا الصيف صعب للغاية، أصعب من ”وحدة المعدلات المرتبطة بالزمن” في التوجيهي، منذ دخول شهر حزيران وأنا ”بطاحي مطاحاة – على رأي يوسف غيشان- مع مستلزمات الحياة الأولى دون أدنى فائدة..بفضل وزارة المياه وشركة الكهرباء لم أعد إنسانا مدنياً على الاطلاق، لقد اعادتني تطمينات المسؤولين في كلتا المؤسستين – على مستوى خدماتهما – الى سلوكيات الرجل الأول باقتدار، أمشى محدودب الظهر بحثاً عن الماء والكهرباء من خزان الى خزان ومن مكان الى مكان، بعد أن اضع ورقة تين عريضة على الواجهة الأمامية من جسدي وورقة ملفوف أعرض على الجهة الأخرى يربطهما خيط ”مصّيص” مشدود على خصري.بسبب قلّة الماء استطال شعري فقسمته الى جديلتين طويلتين، ونبت لي شارب عريض كثّ متصل باللحية، وأصبحت لغة تخاطبي مع أبنائي العواء و”الهمير”.. وهجرت الشقة وصرت اسكن كهفاً معتماً مطلاً على ”معّاطة جاج” ايضاَ، في الصباح الباكر أحاول أن أؤمن للأولاد دلواً من الماء ليشربوا منه ويطبخوا و يغتسلوا، ثم أعود ثانية وقت الظهيرة بحربتي وبورقة التين اياها لأصطاد لهم ”بطيخة” من اقرب معرّش على الشارع الرئيس..في الليل تبدأ معاناتنا مع الكهرباء، تنقطع ثلاث إلى أربع مرات..فأبدأ بقدح حجري الصوان وانتظار شرارة طائشة تنير لنا كهفنا الاسمنتي وتكمل لنا ”التعليلة”..صدّقوني أن مقالي هذا كلفني ليلة كاملة حتى استطعت ان اجهّزه للنشر..كلما وضعت يدي على لوحة المفاتيح ”وسمّيت باسم الله”..قالت لي شركة الكهرباء ”خذلك”..غير معقول، انهم يمارسون علينا أقصى صنوف العذاب : تنقطع عنك الكهرباء حتى ”تعرق” فإذا عرقت لا تجد ماءً لتستحم..ذراعي الأيمن صار عليه سبع طبقات مختلف ألوانها يا جماعة…لا أريد ان اختم المقال باقتراح حلول لن يطبقونها، لأنهم يعرفونها أكثر مني، فقط أريد ان اعرف من الذي قال: إن ”لا أزمة مياه هذا العام”…حتى أريه العلب والزجاجات الفارغة على ”ظهر السدّة”.. فمنذ بداية حزيران وأنا أتوضأ ”برد بوول” وأحلق ذقني ”بسفن آب دايت”..***.غطيني يا كرمة العلي ما فيش فايدة.ahmedalzoubi@hotmail.comاحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى