“تاريخنا منهجنا”

“تاريخنا منهجنا”
خوله كامل

لقد داب الغرب وبخاصة المتعصبين منهم الكارهين للاسلام، على تشويه تاريخنا العريق الذي حفل بالانجازات العظيمة التي ادهشت القاصي والداني، حيث رصدوا اقلامهم الخبيثة للنيل من رموز امتنا، والتقليل من شانهم والحط من قدرهم، بتصويرهم كمجرمين وقاتلين وسفاكي دماء، زيفوا التاريخ لمدة زمنية، سقط في شراكهم المترددون واللاهثون خلف سراب الحضارة الغربية المصطنعة.
فما هي الحضارة الغربية؟! اليس معظم ما انجزوه في حضارتهم المزعومة، انما هو نتاج عمل اسلامي اسسه العلماء والمؤرخون والباحثون المسلمون؟ شيدوا ما اسموه حضارة على انقاض حضارة انسانية خلقية، لها اصولها وتراثها وعقيدتها وفنونها وادابها وعلومها، اليس هم من انشا محرقة كونية لامهات الكتب والمخطوطات المميزة والفريدة والموسوعات الاندلسية؟ لم يترك اسلافهم القشتاليون كتابا ولا مكتبة ولا ورق في سراديب الارض او في كهف في اعماق الجبال، الا وجلبوه واحرقوه امام اعين المسلمين، حتى يخضعوا المسلمين لاوامر الكنيسة الكاثولوكية واجبارهم على التخلي عن عقيدتهم ولغتهم العربية، الم يعقدوا محاكم التفتيش ونصبوا محارق احرقوا المسلمين بعد ان اذاقوهم العذاب ضعفين، لتعلو صيحات وهتافات التاييد والموت للكفرة؟!
ان تاريخهم لم يحفل الا ببرك الدماء والتفنن في قتل المناوئين للكنيسة واتهامهم بالهرطقة والسحر والشعوذة. يتهمون تاريخنا بانه انجب ثلة من متطرفين يعشقون القتل والخيانة، فما بالهم بافعالهم التي تمتلئ بالمخازي والعار، وتاريخ امبراطوريتهم في روما الذي يتباهون به، وقاداتهم وجنودهم الذين عاثوا في عواصم العالم التي غزوها دمارا وتخريبا وحرقا وقتلا ونهبا، لخير دليل على وحشيتهم وكراهيتهم لاصحاب الحضارات والعلم، ام انهم نسوا او تناسوا الحرب العالمية الاولى والثانية، والملايين ممن قتلوا وشردوا، اضف الى ذلك الدمار الهائل الذي احدثته الحرب في العواصم الاوروبية…….. هذا هو تاريخهم يا ساده؟!
وحتى الساعة لم تقدم الكنيسة اعتذارا عن الماسي التي احدثتها محاكم التفتيش في مسلمي الاندلس، وترفض فرنسا كذلك الاعتذار عن فترة الاستعمار الفرنسية في الجزائر، ويتفاخرون بتلك الفترة، بل وما زالوا يحتفظون بجماجم الابطال الجزائريين الذي قاتلوهم ومرغوا انوفهم بالتراب بالمتحف الوطني الفرنسي؟! وخذ نموذج اخر بكل غرور انجليزي مقيت، ترفض الحكومات البريطانية المتعاقبة من وعد بلفور الى الان، تقديم اي اعتذار جلي وواضح عن الخطيئة التاريخية التي جلبتها انجلترا على الامة الاسلامية، باعطاء فلسطين وطن قومي لليهود، فعندما تولت تيريزا ماي رئاسة الوزراء تهربت من سؤال احد الصحفيين، ان كانت للحكومة البريطانية الجديدة نية لتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عن استعمارها له ووهبها للحركة الصهيونية العالمية ارضا وشعبا؟
لقد وضعوا اناسا مهمتهم فقط النيل من رموزنا استخدموا لذلك الوسائل المختلفة، من اعلام وفن وادب وسياسة وغيرها، فهل لديهم قامات كابو بكر الصديق ام مثل الخليفة العادل عمر الفاروق ام لديهم قائد عظيم كصلاح الدين الايوبي؟! ان رموزهم ان امعن المرء النظر والتامل، لا تعدو كونها في بعض الاحيان، تجاوزت الخطوط الحمر والمنطق والمعقول، لتنفيذ مارب بحجة المصلحة الوطنية او ارادة الشعب؟! منذ اكثر من قرنين من الزمان الم يطلب اول رئيس امريكي وهو جورج واشنطن في رسالة الى والي الجزائر حماية السفن الامريكية من هجمات القراصنة على سواحل البحر الابيض المتوسط؟
واليوم وللاسف تتصدر تشويه تاريخ هذه الامة، بعض من ابنائها الذين استمالتهم حرية الغرب الكالحة والتي تعدت مداها الى اعطاء الانسان الحق في الموت كما يشاء بمراكز لتنفيذ رغبته للتخلص من حياته، ليهبوا له جرعة الموت الرحيم ……هذه هي حضارتهم التي يدعون بانها حضارة انسانية……. فاي نوع من الحضارة تلك؟!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى