بين الموت والقلب / محمد حسين الضامن

بين الموت والقلب

إن أسباب الموت كثيرة، من بينها رفض القلب النبض للواقع والتمسّك بالصورة التي كان يظنّها ويراها بإحساسه، تلك الصورة الفردوسيّة التي كان يعتقدها، هي التي ستخرج الاضطراب منه، وبهذا نتوصّل إلى أن العلاج من الموت هو وهمٌ لا يمكن الإمساك به، وإنمّا يمكننا السير خلفه فقط.

ولذلك يتوجّب علينا أن نبقى مضطربين، وخائفين من الدخول في التفاعلات العميقة مع الناس، كي لا تنتج مادّة لا تحتمل ظهورُنا نتائجَها، فلا أحد يُبلى بقسوة الماضي إلا صاحب الحاضر الواقعيّ المنكشف، ولأنّ سعادتنا تكمن في بقائنا في أوهامنا، كان لا بدّ علينا أن نعيش مكسوري القلب والعاطفة، ومهزوزي الثقة، كان لا بدّ علينا أن نميت أوهامنا كي نحيا كما هو مسموح لنا أن نحيا.

تداخل الماضي مع الحاضر ومحاولة الرجوع إلى ما كان، يحدث هذا بشكل كيميائيّ مفاجئ نتيجة سقوط عنصر الوحدة على جوّ يمتلئ بغازات التفكير العميق بما هو لم يكشف بعد من الأحداث السريعة التي مسّتنا في الماضي، هذا التفاعل قد يؤدي بلا شكّ إلى الموت، فإذا مات الوهم الماضويّ عاش الواقع جالدا صاحبه حتى الموت .. فلا دواء ولا نسيان ولا استبدال يُعفي من ذلك.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى