بين الأقوال والأفعال العربية !

بين #الأقوال و #الأفعال #العربية !

المهندس : #عبدالكريم_أبو_زنيمة
البيان الختامي لقمة جدة وما سبقه من بيانات لقمم سابقة يعكس في نصوصه طموح وآمال كل مواطن عربي ، لكن ما هي نسبة تحقيق بنوده ؟ للأسف لا شيء سيتحقق ؛ فالبيان هو خلاصة توافق إجماع أنظمة حكم عربية غريبة عن شعوبها ، فهل هناك مؤسسات عمل عربية تنفيذية فاعلة ستعمل على ترجمة نصوص البيان إلى إجراءات عملية على ارض الواقع ؟ للأسف مرة أخرى فإنّ مؤسسسات وأدوات جامعة الدولة العربية معطلة بأحسن وصف إن لم تكن مختطفة وتعمل على تحقيق المصالح اللاعربية .
إعداد الرؤى والاستراتيجيات والأهداف العربية الكبرى بحاجة إلى مؤسسات ديمقراطية وهذا يتطلب إصلاحاً سياسياً عاماً على مستوى الوطن العربي إذ يستحيل تحقيق أيّ تطور ونمو وازدهار وتحرّر دون توفر البيئة السياسية بخصائصها ومفاهيمها الديمقراطية وتهيئة البنى التحتية اللازمة في عموم الوطن العربي ، وهذا ما تعطله غالبية الانظمة الحاكمة المدعومة من القوى الرأسمالية العالمية المتوحشة صاحبة المصلحة في إبقاء عالمنا العربي في دائرة التبعية والارتهان والجهل والتناحر ولن تسمح بهذه الإصلاحات أنظمة حكمنا ما بقيت متمكنة بقبضتها الأمنية ، وقبل الحديث عن أيّ شيء مشترك – هل يستطيع أيّ مواطن عربي عبور حدود الدولة العربية الجارة دون تأشيرة وموافقات أمنية مسبقة ؟!
الأقوال العربية ” القرارات ” هي احتفالية سنوية تحت عناوين مرة خِلافية ومرة وفاقية يتبعها بيان مستنسخ لا ينفّذ منه شيء ، وعلى سبيل المثال مركزية القضية الفلسطينية أين كانت أيام لاءات الخرطوم عام 1967م” لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض ” واين أصبحت اليوم ؟! انبطاح وتطبيع وتذلّل عربي مخزي حيث يقيم معظم نظامنا الرسمي علاقات صداقة وتنسيق عسكري وأمني مع هذا الكيان العنصري وفي ذات الوقت يعادون ويحاربون كل من يعادي ويقاوم هذا الاحتلال ، ألم تدنس قطعان المستوطنين مسرى النبي بذات الوقت الذي كانت القمة منعقدة ؟! ومثال آخر – التنمية المستدامة – من الغباء التحدّث عن تنمية اقتصادية في ظل الإدارات الفاسدة وغياب المساءلة والمحاسبة وسيادة القانون وتفشي الفساد والمحسوبية واللصوصية في عموم الوطن العربي من مشرقه لمغرِبه .
في ظل المتغيرات والتحوّلات العالمية ومؤشرات تشكل عالم متعدد الأقطاب الذي سينهي أو سيحدّ من البلطجة والهيمنة الأمريكية والغربية التي سادت وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي هناك فرصة لتتخلص أنظمة الحكم العربية من الابتزاز والتبعية والإذلال التي مارستها الولايات المتحدة الأمريكية عليهم ، وعليهم أن يدركوا بعد كل تجاربهم معها أن لا أصدقاء لأمريكا حتى أقرب حلفائها الغربيين يحذرون اليوم من استمرارية تبعيتهم لها ويطالبون بالتخلص من هيمنة الدولار على اقتصادياتهم ، فالأولى بنا كأمة عربية مكتملة كل شروط الوحدة أن نحدد أولوياتنا وموقعنا على خارطة العالم الجديد – وطن عربي موحد يحكم بآليات ديمقراطية ، إنها فرصة حقيقية لأنظمة حكمنا أن تتصالح مع شعوبها من خلال إجراء الإصلاحات الديمقراطية اللازمة وتعيد بناء منظومة التكامل العربي الاقتصادي والصناعي والزراعي والتنموي والأمني والسياسي ، في عالم الغد الأقوياء فقط سيكون لهم بصمة وإمضاء على شكل العالم الجديد وتوجهاته ، أمّا وحالنا هذا لن نكون إلّا كما نحن عبيداً وأتباع لأسياد المستقبل الجدد !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى