زيادة “صادمة” بالفقر والبطالة في الاردن: الطبقة الوسطى تنمحي والحكومة تقتل النمو الاقتصادي.

تكشف رئيسة تحرير صحيفة الغد الاردنية جمانة غنيمات عن ارقام تطلق عليها “صادمة” بشأن الفقر والبطالة في المملكة، مؤكدة ان الحكومة لا تزال متحفظة على نشر الارقام المذكورة كونها تعد “خطيرة”، إذ تشير إلى ارتفاع نسبة الفقر إلى 20 %، كما تزايد البطالة لتصل نسبة 15 %.

غنيمات في مقال لها على الصحيفة التي تترأس تحريرها اكدت ان الارقام المذكورة تعني بالضرورة ارتفاع نسبة الفقر بحوالي 5.5% عن آخر أرقام معلنة، وبالتالي معنى ذلك ان المذكورون “انزلقوا” من الطبقة المتوسطة الى الفقيرة، وبالتالي تآكلت الطبقة المذكورة الاولى وازدادت الثانية.

الحديث عن الموضوع ينسجم مع الكثير من التحذيرات التي يطلقها الاقتصاديون لرئيس الحكومة الدكتور عبد الله النسور، وهم يصفون سياساته بالقاتلة اقتصاديا وان كانت مجدية ماليا، اي انها بمعنى اخر وكما تحدث عنها رئيس الوزراء الاسبق علي ابو الراغب في ندوة قبل ايام “تقتل النمو الاقتصادي” معتبرا ان الحكومة لا تزال تحسب الامور بطريقة خاطئة، ووفقا لطلبات صندوق النقد الدولي “الحرفية” والتي بطبيعة الحال تضمن للاخير حقوقه بينما قد تهدم اقتصاد البلاد لسنوات اذا ما استمرت.

رئيس الوزارء الاصغر سنا والذي عدّ الاقوى في الفكر الاقتصادي الحديث سمير الرفاعي تحدث ايضا وبمختلف المناسبات عن الاسهام الكبير الذي تقوم به الحكومة الحالية في توسيع الفجوة بين الطبقات واذابة الطبقة الوسطى بصورة غير مبررة.

الارقام الاخيرة والتي طرحتها غنيمات تعني ان كل التحذيرات الاقتصادية قد اثبتت دقتها، مقابل فشل الحكومة الاردنية في تحقيق نهج اقتصادي شمولي حقيقي ينهض بالحالة الاقتصادية المحلية المحبطة، كما يخلق للشباب الذين تتزايد ارقامهم بين العاطلين عن العمل المزيد من التحديات بدلا من التفكير بكيفية استغلال وجودهم.

البحث في الخطط الاقتصادية التي وضعت للدولة منذ سنوات، قد يوصل الباحث عن اجابة للاسباب التي اوصلت الاردن لاقتصاد من هذا النوع الى “عدم الفهم” على الاقل، إذ لم تكن استراتيجية العمل والتشغيل التي عكف عليها مختص اقتصادي من وزن الدكتور عمر الرزاز بأقل شأنا من الاجندة الوطنية التي سببت “انقلابا” بحياة رجل دولة من وزن الدكتور مروان المعشر، وكلتاهما كان المفروض لهما ان تحلا المشكلتين المذكورتين خلال السنتين الحاليتين ان طبّقتا منذ ذلك الوقت.

رؤية الاردن 2025 والتي اعدتها الحكومة العام الماضي، سخر منها بصراحة رئيس الوزراء الاسبق ابو الراغب وهو يتحدث في الندوة ذاتها معتبرا ان حكومة الدكتور النسور حكومة “مياومة” ولا تستطيع العمل على استراتيجيات ولا ضمانتها، معتبرا اداءها المالي واحدا من اهم المؤشرات على ذلك.

في المقابل، لا يمكن للارقام المذكورة والتي تتنامى اليوم ولا يبدو انها ذاهبة لاي نقصان، إلا ان تكون مؤشرا وسببا على حالة الاحباط التي ظهرت بين الطلبة في الجامعة الاردنية والتي ابدى منهم عدد تعاطفهم مع فكر الجماعات المتطرفة، كما ظهر ان اخرين يتناولون الكحول ويتعاطون المواد المخدرة.

غنيمات ذاتها ذكرت في مقالها اهمية الانتباه الى ان ارقام الفقر بالتحديد تعني “اتساع الفجوة بين الشرائح الاجتماعية”، الامر الذي يهدد بطبيعة الحال وبصورة بديهية “الاستقرار الاجتماعي لاحقا”، مطالبة الحكومة بعدم الاستمرار بالتحفظ على الرقمين المذكورين وغيرهما، “لأن المطلوب هو تشخيص المشكلات بحجمها الحقيقي من دون أي تجميل، سعياً إلى معالجتها، أو أقلها الحد من تفاقمها”. 

فرح مرقة

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى