بشرى سارة للمواطنين للأردنيين / نصر شفيق بطاينه

بشرى سارة للمواطنين للأردنيين

جاء في اخبار جريدة الغد يوم الاحد الموافق 22 ايلول 2018 ما يلي :
قالت مديرة صندوق المعونة الوطنية السيدة بسمة اسحاقات ان الصندوق سيرفع عدد الأسر المنتفعة من خدماته اعتبارا من عام 2019 بنحو 25 الف عائلة وبكلفة 30 مليون دينار .
وتأتي الزيادة ضمن خطة الحكومة لرفع اعداد المنتفعين من الصندوق بواقع 85 الف اسرة اضافية ,وبكلفة اجمالية تصل الى 100 مليون دينار , خلال فترة ثلاث سنوات تمتد من عام 2019 وحتى عام 2021 .
وبينت اسحاقات انه في عام 2020 سيتم رفع الاسر المنتفعة الى 30 الف اسرة بكلفة 35 مليون دينار , وفي العام 2021 سيتم اضافة 30 الف اسرة جديدة بتكلفة 35 مليون دينار .
وبحلول عام 2021 سيصبح عدد الاسر المستفيدة من الصندوق 177 الف اسرة حيث ان الاسر المستفيدة حاليا 92 الف اسرة . ( + 85 الف اسرة ) .
الحقيقة انه كلام جميل ومفرح ولا يختلف عليه اثنان ونشكر الحكومة والصندوق والقائمين عليه لاهتمامهم بالمواطنين وبالأسر الفقيرة بشكل خاص .
قرأت الخبر ومضيت ثم وجدت الخبر امامي على بعض المواقع الاخبارية فعلق في ذهني فأخذت احدث نفسي من اين سوف تأتي هذه الاسر واين كانت من قبل ومن الذي يصرف عليها حاليا فكان هناك حالة عصف ذهني بيني وبين تفسي ….
خلصت الى قرأتين للخبر , الاولى ان هذه الاسر موجودة من قبل والصندوق لا يهتم بها ولا يعترف بها , واحاول ان احسن النية واقول ان هذا شبه مستبعد وحسب معرفتي ان هناك متابعة لدشاديش الفقر فكيف بجيوبه والاسر الفقيرة او ان هذه الاسر موجودة ومعترف بها ولكن لا يوجد مخصصات .
الثانية وهي الاخطر ركزوا معي سنأخذ الخطة سنة سنة وما اذكره هو احتمالات وارجو ان اكون مخطئا تماما ولا يضيرني ذلك في عام 2019 ستزداد عدد الاسر بواقع 25 الف اسرة بسبب اصابتهم من تسونامي ضريبة فاتورة الكهرباء وضريبة المبيعات والضرائب الاخرى التي طبقت عام 2018 .هؤلاء بكونوا متعر بشين بأخر طبقة الفقر وبسقطوا الى طبقة تحت خط الفقر وبسقط محلهم عددا مماثلا يزيد او ينقص قليلا من الطبقة الوسطى.
في عام 2020 ستزداد عدد الاسر ايضا الى 30 الف اسرة بسبب اصابتهم بضريبة فاتورة الكهرباء والمبيعات و قانون ضريبة الدخل الذي سيطبق ويدخل حيز التنفيذ عام 2019 وبسقط وبتزحلق قسم من المتعر بشين من كل الطبقات الى الاسفل .
في عام 2021 سيزداد العدد 30 الف اسرة جديدة بسبب اصابتهم بالضرائب التي ذكرت اعلاه وما سيفرض من ضرائب في قادمات الايام والسنة القادمة بهمة الحكومة الرشيدة وهمة مجلس النواب الاكرم اذا بقوا على نفس السياسة وهي محبة ومصلحة المواطن , وحدوث عمليات سقوط جديدة بمعنى ان هناك انتقال مجموعة من الطبقة المتوسطة الى الفقيرة وقسم من الطبقة الفقيرة الى تحت خط الفقر ومنها الى رحمة الله .
اما بالنسبة للطبقة الغنية اذا سألتوا عنها بحب تطمئنوا عنها فهيا ستزداد غنى ولا تهكلوا همها فهي في امان الله .
نرجو ان نجد تفسير او قرأه ثالثة وجوابا مطمئنا من اين سوف تأتي اعداد هذه الاسر ولماذا ؟؟ وهل هناك دراسة ما خلصت الى تلك النتائج وعلى ماذا اعتمدت من معطيات ؟؟ وما هي اخبار مكافحة البطالة ؟ وما هي اخبار 30 الف فرصة عمل ؟!
طيب من وين المصاري التي بدها تغطي هذه النفقات طبعا من المواطن للمواطن , منك لابن عمك ( من ذقنه سقيله ) .
الاخطر ان الحكومة تعرف ان هناك اسر سيأكلها الفقر بعد فرض ضريبة فاتورة الكهرباء والضرائب الاخرى وبركات قانون ضريبة الدخل الجديد وان الوضع سائرا الى السالب ونخشى بعد فترة واذا بغالبية المواطنين على كشوفات المعونة الوطنية اذا استمر الحال على هذا المنوال , فلذلك اعدت العدة بهذه الحزمة من الاجراءات وهذا ليس مدعاة للفخر والمهتة على المواطنين ولقد سبق ان بشرنا ووعدنا دولة هاني الملقي اننا سوف نخرج من عنق الزجاجة عام 2019 هل سنخرج ام سوف نختنق داخل الزجاجة ؟! . طمئنونا يرحم والديكم لأنه نفسي انقطع .
ام ان هذا كله لأشغال المواطن والايحاء اليه ان لا تهتم فان الحكومة مكفلة بك وان سقطت من طبقة الى طبقة فنحن معك , وهي عملية افتراضية مضافا اليها التصريحات عن تعديل قانون الانتخاب والاحزاب واللامركزية حتى تشغل المواطنين وتكسب رضاهم لتمرير قانون ضريبة الدخل الجديد , والحقيقة ان ذلك التصريح فعل فعله واخذ ت كل الجهات تناقش وتقترح واخرى تدعو الى الحوار او مؤتمر وطني وتقترح بعض التفاصيل ……المهم الناس شربوا الكاس وغيبوا من الفرحة وخاصة الطامعين بالمناصب والمكاسب …مع انه هم ,هم الذين نجحوا سابقا سينجحون لاحقا او اشباههم والعبرة في نزاهة الانتخابات لا في قانون الانتخاب وكما ذكر الكاتب محمد داودية في سلسلة مقالته في جريدة الدستور .
جاء في توجيهات جلالة الملك المعظم الى كل الحكومات ومنها هذه الحكومة وهو العمل على تحسين معيشة المواطنين , وبناء عليه وعدت الحكومات السابقة والحكومة الحالية بتحسين معيشة المواطن وانها من اولوياتها , هل هذا تحسين لمعيشة المواطنين ؟! ام تطيين لمعيشة المواطن ؟! ان تحسين معيشة المواطنين يا اخوة العروبة ويا اخوة الاسلام تكون بزيادة رواتب الموظفين عاملين ومتقاعدين , رفع وتخفيف الضرائب عليهم لا زيادتها وتقليل ما امكن من العائلات التي تعتمد على المعونة الوطنية وليس الاحتفال بزيادتها والعمل على تحسين دخلها ونقلها من تحت خط الفقر الى الطبقة الفقيرة الى المتوسطة أو اعلى ان امكن …..
لنأخذ الرقم الذي ذكرته معالي الوزيرة غنيمات عن ان مبلغ 365 دينار هو خط الفقر ونجاريها مع انه اكثر من ذلك بكثير وكانت الحكومة تريد اعتماده فجست النبض بذلك التصريح وعندما وجدت ردود فعل عنيفة تراجعت فورا وعزت ذلك الى دراسة قديمة , واقول ان معظم رواتب الموظفين والمتقاعدين القدامى منهم خاصة تتراوح رواتبهم بين 250 الى 400 دينار بحد أعلى هذا يعني ان نسبة كبيرة من المواطنين تحت او على خط الفقر حسب تصريح معالي الوزيرة علما انه اعلى ولا يقل 700 دينار حسب تقدير كثير من الخبراء والجهات المختصة بالدراسات , قبل فترة كنا في مجلس عزاء ونتحدث عن الرواتب وسنوات الخدمة واذا بأحد المعلمين القدامى متواجدا في الجلسة ذكر ان تقاعده 251 دينار بعد 27 سنة خدمة وعندما خرج من الخدمة كان تقاعده 180 دينار والباقي جاء زيادات على مدار اكثر من 20 سنة …. هذا المعلم الذي كاد ان يكون رسولا ويوم ان كان المعلم معلما , وما المتقاعدين العسكريين القدامى عنه ببعيد فحدث ولا حرج , وازيدكم من الشعر بيتا في نهاية التسعينات كنا في امريكا نبحث عن رزقنا واذا بي اصادف شخصا اعرفه كان برتبة متصرف ومساعد محافظ واعتقدت انه جاء للسياحة وسألته في اي فندق نازل فرمقني بنظرة فيها كل شيء الا السعادة والسياحة وبعد زفرة طويلة قال انه تقاعد من الوظيفة وجاء يبحث عن عمل واندهشت فقلت له مثلك لا يعمل هنا ولا بد ان راتبك كبير وبكفي فلا داعي للبهدلة قال يا رجل تقاعدي 150 دينار اردني فقط لا غير ومسحوب على البنك الفلاني وموقع الشيك وزير المالية وعندي اسرة واولادي على ابواب الدراسة الجامعية لا تزيد علي فوق اللي انا فيه , الحقيقة صعقت وصمت لبرهة صمت القبور ولم انبس ببنت شفة وكادت الدمعة تنسل من عيني تأثرا عليه مع ان حالي ليس عنه ببعيد ولا ادري ان كانت الدمعة على حاله ام على حالي هناك خلاف لغاية الآن , بقيت عدة ايام حزينا افكر كيف مساعدة الرجل في عمل يحفظ كرامته وسنه مع اني كنت بحاجه الى من يساعدني وكنت قد وصلت قبله بفترة زمنية بسيطة , ثم شمله الله برحمته وانتقل الى موقع اخر وفرج كربته .
واعتقد الآن بعد كل الزيادات والتعديلات لن يزيد راتبه عن 250 دينار بما فيها التعديل الذي حصل في حكومة دولة الخصاونة حيث صادفته في السوق وسألته عن الزيادة حصته فكانت 30 دينار وكتب بعدها مقالا ختمه ب تبا لهذه الزيادة والعدالة واضفت اليها تبا ثم تبا بعد تبا من باب التضامن والتكافل الاجتماعي وحاله كحال المعلم الذي سبق , هؤلاء معالي الوزيرة غنيمات ويا عطوفة مديرة الصندوق في اي طبقه سيتم تصنيفهم تحت خط الفقر ام فوقه ام على صفيح ساخن. لقد اصبح من الثابت وفي حكم المؤكد والواقع ان الادارة المدنية الاردنية والشعب الاردني ميدان تدريب او اكياس ملاكمة للوزراء كل فترة وبين حين واخر يأتي فوج ويذهب فوج هذا رسب وهذا نجح ويتم نقلهم من ميدان الى ميدان وحسب الاعمار حتى ينتقل الى الرفيق الاعلى .
حمى الله كل الطبقات ونتمنى لها الارتفاع او الثبات على الاقل وليس السقوط .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى