بساط احمدي / محمود قطيشات

بساط احمدي : أين انت عنهم يا ملك البلاد ؟؟

من حقي كمواطن اردني أحب بلدي ومستعد ان ادافع عن كبريائه وعن معيشة فقرائه أن أكون صريحا جدا في تناول أبعاد المسيرات الشعبية الغاضبة التي وصل سقف بعضها الى مستويات تذكّرنا بالهتافات التي أسقطت زيد الرفاعي وحكومته لأنها مسّت الامن الغذائي للمواطن الأردني ولم تحترم مشاعره .. يومها التقط المرحوم الملك حسين الاشارة وضحّى بالحكومة احتراما للشارع الأردني , واليوم هاهو الشعب يطالب باسقاط حكومة الملقي وحّل مجلس النواب وهو محّق في ذلك لأنهما لا يدركان خطورة القرارات التي هزّت مشاعر شعب جبل على الكرامة فجاءت الحكومة وبمباركة نيابية لتحرق اعصاب المواطن وتتجاهل وجوده ومطالبه.
الهتافات تجاوزت كل الحدود والتعامل الأمني كان مع المسيرات بمنتهى التحضّر واجزم ان الاجهزة الأمنية تدرك تمام الادراك ان استخدام القوة وتكميم الافواه لن يجدي وسيجر البلد الى ويلات ومصائب.
ان ( ترويحة ) الحكومة لن تحل المشكلة ولا أظن ان رئيس الوزراء ( مبسوط ) على الاهانات والهتافات الي نالت منه شخصيا فالمشكلة اكبر منه ومن كل الحكومات ولن تستطيع اي حكومة قادمة ايجاد حلول سحرية بسبب تراكم الأخطاء ومنع الاقلام الشريفة من قول الحقيقة والاكتفاء بسماع اصوات المهرجين والمنافقين والوصوليين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم …
هل تعلم يا جلالة الملك ان كل لقاءاتك بعزوتك وابناء شعبك في الديوان الملكي مفبركة وان الدعوات تقتصر على اشخاص يطلب منهم ماذا يقولون وماذا يطلبون وكيف يتحدثون وانه يحظر عليهم الولوج في مسائل يريد شخصكم الكريم سماعها.
يا جلالة الملك بكل رجولة وصدق اقول بأن كل الاردنيين معك ولن يسمحوا ولو بذرة غبار ان تنال منك لكنها الحكومات التي اعتادت الكذب وعدم توصيل الحقيقة وكوكبة المستشارين الذين لو قالوا لك الحقيقة كاملة لما وصلنا الى هذه الاوضاع المترديّة .
الجوع كافر والفقر ( ملعون والدين ) وشعبك الان ينظر اليك فقط ولم يعد يهمه انتخابات بلدية ولا مجالس محليّة ولا نيابية فالوضع العام ينذر بعواصف سيكون الخاسر فيها الوطن وارجوك ان تصدقني وان تثق بكلامي .
لا يضيرك اذا اعلنت بنفسك التصدي لكل الفاسدين واعلان اسمائهم والمبالغ التي سرقوها ولا يضيرك ان تطلب من القضاء محاكمة وليد الكردي الذي اساء للعائلة الهاشميّة وللنظام لنهبه شركة الفوسفات ولا يضيرك ان ترّمج كبار المسؤولين الذين اصبحوا عالة عليك وعلى الوطن ورواتبهم بالخيال.
كل الاردنيين يطالبون بمحاكمة رموز الفساد واسترداد الاموال المنهوبة وكل الاردنيين يتحدثون سرّا وعلانية وفي مجالسهم العامة والخاصة بكلام لا تسمعه من مسشاريك ولا من الدائرة الضيّقة.
من يقل ان الوطن بخير يضحك علينا وعلى نفسه .. ففي كل بيت عاطلون عن العمل وفي كل قرية عشرات المتعاطين والمروجين وفي كل يوم جريمة وفي كل ساعة خروج على القانون فما بالك بالمدن والتجمعات .. انه الفقر والظلم والقهر وعدم تكافؤ الفرص .. يا سيدي لو نظرت الى جميع من يخدمون بمعيتك لرايت ان ابناءهم قد درسوا في ارقى الجامعات وعلى نفقة الدولة واجزم ان جميع ابنائهم وابناء الاعيان والنواب والوزراء وكبار رجال الدولة يتبوأوون أرفع المناصب ويسكنون في أرقى الفلل ويركبون السيارات الفاخرة وبنزين سياراتهم وتدفئة منازلهم واتصالاتهم ورحلاتهم وتنقلاتهم على حساب هذا الشعب المحترم .
ان سكوت الاردنيين ليس عن ضعف ولكنهم يخشون من زمرة حاقدة تتسلل الى الصفوف لتبث سمومها وتحرق الاخضر واليابس.
ان حبي للاردن ولكم يجعلني أفرد ( عباءتي) في حضرتكم واقول لكم بصراحة كل الشعب معك وفداك ولكنه ليس مع اي فاسد او فاسدة كائنا من كان..وكلنا يعلم ان وجودكم ضرورة ووجودنا معكم ضرورة فالمصلحة واحدة والمصير واحد وأما اولئك ااذين اعتادوا التطبيل والتزمير فهم جاهزون للتصفيق للقادم و( الطعز ) بالمغادر.
كلنا يدرك حجم التحديات ولكن هل يعقل ان يكون المواطن هو الضحيّة ..
فمنذ ما يزيد عن عشرة اعوام والمواطن ينتظر تحسين ظروفه المعيشيّة لكن الذي يحصل هو مزيد من استشراء الفساد وتكميم الافواه والخوف من قول الحقيقة والحقيقة مرّة لكنها افضل الف مرة من الكذب… الوضع يا سيدي صعب جدا ولا يطاق والشباب قنابل موقوته والجرائم بازدياد والقادم خطير .. واؤكد ان الشعب بأكمله سيكون معك في السراء والضراء بعد ان يرى بنفسه انه لم يعد مجرد رقم تتلاعب بكرامته الحكومات.
سيدي انت رب هذه الاسرة الاردنية الواحدة فرجل الامن هو جندي يحمي الوطن بدمه والمعلم جندي يحمي الوطن بعلمه وادبه والصحفي جندي يحمي الوطن بقلمه والعامل جندي يحمي الوطن بفاسه والموظف المدني والمتقاعد هو ابن هذا الوطن وكلنا مشروع شهادة اذا لزم الامر والاب يوزع المكاسب على الجميع ما داموا كلهم جنودا للوطن.
يا سيدي ما اقوله هو حديث الناس المخلصين لك والمحبين لبلدهم ومن يقل لك غير ذلك ارجوك ان لا تصدقه .
نحن في وطن مهما تحدثنا عن مساويء الكثيرين فيه يظل وطن الكرامة والمحبة
والكبرياء وطن يسوده الحد الادنى من تطبيق القانون ولكن لا سمح الله لو استمرّت الحكومات في تغوّلها على الشعب لخرج الشعب عن صمته وتكلم بما لا نحب .
سيدي حب الاردنيين لكم لم يات من فراغ فأنتم اهل الحكمة والرشاد ولم يسجّل عليكم حبكم للعنف ولم تسفكوا قطرة دم واحدة وتكرهون الظلم وقلوبكم الكبيرةعامرة بالحب لشعبكم وهذا ليس بغريب عليكم لكنهم يا سيدي المقربون والمستشارون والمتنفعون الذين يرون مصتلحهم فوق الوطن وفوق أسيادهم ..ارجوك سيد البلاد ومليك القلوب ان تتعجّل بتفريج الكربة عن شعبك وتلجم الحكومة وتلزمها بالرجوع عن كل قراراتها وأن تقطع دابر كل فاسد وتجفف دموع الاردنيات والاردنيين الذين بات بعضهم يستجدي امام المخابز او يتسول متخفيا ليبحث عن لقمة العيش..
سيدي لو فعلت هذا لوجدت كل الاردنيين معك وعندها خض البحر وستجدنا جميعا معك واقطع دابر كل المرجفين ونحن معك.. سيدي اخافتني الهتافات التي اطلقها الاردنيون في مسيراتهم ليس لأنني ضدها بل لأنها انطلقت من حناجر محبين لك .. لقد أساءت الحكومات لك وللوطن بعنجهيتها وقراراتها افقدت الاردنيين صوابهم وهل للاردنيين سواك يعيد الامور الى نصابها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام يتفق عليه جل الأردنيين فيما اعتقد..حان الوقت لأن تقبض على هذه الزمرة يا سيد البلاد وعزها

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى