وزراء ونواب !
في كل مرة يقدم الرئيس وحكومته بيانا منمقا لنيل الثقة , من ممثلي الشعب !!! , البيان يكون غاية في المثالية , مليئا بالوعود وحافلا بالانجازات المتوقعة ومفرطا في الأمل بحل المشكلات المستعصية , راسما صورة جميلة لمستقبل مشرق , مختوما بعبارات وطنية رنانة ولكنها مستهلكة ..
الوزير الجديد القديم عندما يباشر مهام عمله الجديد لا يدع فرصة الا وينتهزها للحديث عن الخطط والبرامج المزمع تنفيذها ضمن اختصاص وزارته لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين , ويظل يكرر تلك الأقاويل الفارغة طوال الأشهر أو الأسابيع التي يقضيها في ذلك المنصب , فيما يكون منهمكا في ترتيب أوضاعه الشخصية وحصد مكاسب الجولة التي يعيشها قبل الانتقال الى موقع هبش اخر ..
يبدو أن مفهوم العمل العام قد تبلوربهذه الصورة المشوهة , وهي ترديد الكلمات والعبارات المناسبة لكل موقف كالببغاوات بعيدا عن العمل الحقيقي والأفعال على أرض الواقع , هل هو انفصام أم دجل ونفاق أم هي الخيانة ..
عندما يخرج علينا المسؤولون قبيل الشتاء وقبيل رمضان , بل قبل كل موسم ليعلنوا عن الأستعدادات الكاملة والخطط المحكمة والاجراءات المتخذة لمواجهة ذلك الموسم على أكمل وجه , هل يعون أو يعنون ما يقولون أم انهم يرددون عبارات جوفاء باتت محفوظة عن ظهر قلب ولا تعني شيئا , ويظنون أنهم بتردادها قد أدوا ما عليهم من واجبات وأبرأوا ذمتهم ( الواسعة ) .. , أيها السادة من أين أتتكم كل تلك العبقرية الفذة في الأدارة , بل من أين أتانا كل هذا الغباء والبلاهة لنصدقكم ونشرب المقلب تلو الآخر ..
عمل الوزراء كلام وعلاقات عامة مقابل امتيازات ورواتب عالية , وعمل النواب صياح وقذف أحذية وبصم مقابل رواتب وامتيازات خيالية ..
ماأسهل أن تكون وزيرا أو نائبا , وما أصعب أن تكون مواطنا ..
mahmoudhxyz@hotmail.com
Amman
