بانتظار القرارات والإجراءات
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
عقدت في قاعة بلدية معدي الجديدة / لواء دير علا #ندوة_حوارية يوم السبت الموافقة 2/3/2024 شارك فيها كل من أمين عام سلطة وادي الاردن ومدير عام مؤسسة الاقراض الزراعي وحضرها حشد كبير من ابناء وادي الاردن ، من خلال المناقشات تبين أن كلا المسؤولين على اطلاع كامل ومعرفة تامة بكافة المشاكل التي يواجهها ابناء #وادي_الاردن وهذا ليس مستغربًا؛ حيث ان كليهما من ابناء المؤسسات التي يرأسانها لكنهما جديدان في مواقع المسؤولية ، كان الحوار صريحًا وشفافًا وجادًا ، وقد اكد كلاهما بأنهما سيبذلان اقصى جهديهما لتذليل كافة العقبات والمشاكل المزمنة وأنهما قد باشرا ومنذ تسلمهما مواقع المسؤولية باتخاذ بعض الاجراءات كمقدمة لايجاد الحلول المنتظرة الممكنة .
وأما المشاكل المزمنة التي يعاني منها الجميع في وادي الارن والتي لم تعمل الادارات السابقة وخاصةً سُلطة وادي الاردن فأهمها يكمن في عدم وجود اراضٍ تنظيمية تسهم في زيادة فرص الاستثمار في قطاع الصناعة والتجارة والخدمات مما يؤدي الى استحداث فرص عمل تشغيلية تحد من البطالة، وعدم استحداث تجمعات سكنية وبنى تحتية لها ، وزيادة نسب ملوحة التربة للأراضي الزراعية ، تآكل الطرق الزراعية القائمة منذ عقود ، تعدد الشركاء في سند التسجيل الواحد وعدم السماح بفرز الحصص بينهم ، تراجع القطاع الزراعي وتراكم مديونية المزارعين ، عدم وجود بنى تحتية لتسويق وتصدير المتوجات الزراعية .
في نهاية الندوة أجابا بكل صراحة على كل التساؤلات والمداخلات بكل صراحة ومصداقية وبلا كلمات وجمل منمقة، ولا أُبالغ إن قلت أنها المرة الاولى التي شعر فيها الجميع بالتفاؤل، فما أحوجنا اليوم لمثل هؤلاء المسؤولين التي كانت باكورة أعمالهم النزول الى الميدان والالتقاء بالمواطنين دون حواجز وأبهة المناصب، ما احوجنا لمثلهم ممن يعرفون أدق التفاصيل وما يجري في مؤسساتهم وما هي العقبات والتحديات والمشاكل التي تواجههم ويعرفون اجراءات وآليات حلها ، ما احوجنا لصراحة المسؤول مهما كانت مؤلمة ولكنها صادقة ، ما احوجنا لمن يشبهوننا بلون بشرتنا ويتحدثون بلغتنا ولهجتنا ويفترشون معنا التراب .
لقد كان لسلطة وادي الاردن دور تنموي رائد منذ تأسيسها وحتى نهاية القرن الماضي، فهي من أنشأت كل البنى التحتية اللازمة وشيدت المدارس والمراكز الصحية والتجمعات السكانية وأنشأت المصانع الغذائية ومراكز التدريج وكل ما يلزم لإحداث نقلة نوعية في الوادي، لكن ونتيجة لتراجع وتقلص ميزانيتها على مدار اعوام مضت تراجع دورها بشكل كبير جدا لتصبح تشغيلية فقط .
وادي الاردن يتشارك مع ستة محافظات ” اربد ، عجلون ، البلقاء ، مادبا ، الكرك ، الطفيلة ” ولا ينالة من مخصصات التنمية للمجالس المحلية الا الفضلات ” من الجمل اذنه ” ، الوادي يشكل العمق الاستراتيجي الزراعي للأردن وهو متجانس اجتماعيًا وثقافيًا وجغرافيًا وتنمويًا ، ولتحقيق تنمية حقيقية فعالة تشكل رافدًا ماليا لخزينة الدولة مستقبلاً فإنه لا بد من استحداث اقليم خاص به ، اقليم بإدارة وأنظمة خاصة تمكنه من استحداث بنى تحتية متكاملة وفي اولوياتها:
- مطار شحن زراعي لتصدير وتسويق المنتوجات الزراعية ذات الجودة العالية للأسواق الاجنبية.
- إنشاء مصانع تحويلية زراعية.
- إنشاء مصانع ومعامل المواد والادوات الزراعية.
نهيب بدولة رئيس الوزراء ومجلس الوزراء دعم موازنة سلطة وادي الاردن لتمكينها من اداء دورها التنموي ودراسة جادة لتحويل وادي الاردن الى اقليم لما فيه من آفاقٍ استثمارية اقتصادية تنموية، والى ان يتحقق ذلك نحن بانتظار القرارات والإجراءات التي نوقشت في الندوة .