بالفيديو … خطاب للسيسي يثير السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي

سواليف

أثارت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارتا الثقافة والشباب والرياضة وأشرفت عليها دار الأوبرا المصرية، برئاسة إيناس عبد الدايم، وحملت اسم «ثورة شعب» بمشاركة 500 فنان من مختلف الفرق الفنية، الكثير من الجدال والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» و«تويتر».
فقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته، «أن مصر أمانة في رقاب كل المصريين»، وحذر الشعب من «الاختلاف أو الضحك عليه أو أن يخدعه أحد بما يتسبب في ضياع البلاد أو يحاول هدمها».
وشدد على أن مصر «مكانتها أكبر بكثير وأعز بكثير من المكانة التي تتبوأها حاليا»، قائلا: «يعني مناكلش ومنامش حتى تأخد مصر مكانتها الحقيقية بين الأمم.. وما زال قدامنا كثير حتى تكون بلادنا في الموقع الذي يليق بها.. وما يحدث حاليا لا يليق بمصر».
وأضاف: «أنا واحد منكم وبحلم زيكم.. ومصر لا تعتدي على أحد ولا تنهب أحدا»، موضحا أن ما تحقق من إنجازات خلال العامين السابقين هو حقيقة ولكن لا يزال أمامنا الكثير لتحقيق الحلم الحقيقي، مؤكدا أن ما تحقق خطوة من ألف خطوة.
وأوضح أن تلبية القوات المسلحة للنداء جاء لكونه جيش شعب مصر، قائلا: «الشعب والجيش يد واحدة.. ولما الشعب يأمر الجيش يلبي النداء». وأضاف أنه «عندما تمت تلبية النداء طلب من الشعب التفويض في 24 يوليو (تموز) 2013 بهدف التأكيد على إرادة المواطنين وقد لبى المصريون النداء في 26 يوليو«.
وقال الرئيس إنه «محمل برسالة من مصر تقول لكم إنها كانت سبب وجودكم على مدار 7 آلاف عام وتطلب منكم أن تحافظوا عليها لـ7 آلاف سنة أخرى قادمة». وأكد «أن الانتصار ليس بالكلام فقط ولكن بالعمل والإخلاص فيه.»
ومن جانبه، علق الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، على تصريحات الرئيس في تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلا : «فيلم «البوسطجي» بتاع شكري سرحان كان قاسي، بس كان سهل الواحد يفهمه… أما فيلم السيسي فكان أقرب للأفلام الكوميدي منه لفيلم شكري سرحان! بيفكرني أكتر بفيلم «عفريتة اسماعيل ياسين» لما كيتي طلعت له وكشفت له سر عذابها لأنه الوحيد اللي قلبه أبيض وممكن الأرواح تحبه وتثق فيه وتطلع له».
وتابع: «مصر بتقول لنا أوعوا حد يخدعكم ويضحك عليكم، بس هي ما كلمتناش في وشنا لإننا ما كناش متوضيين.. طلعت للراجل اللي بتحبه.. للراجل الطيب اللي فينا، اللي لا عمره خدعنا ولا ضحك علينا.. كشفت له عن سر عذابها، وحمِّلته رسالة عشان يوصلها لنا ونفهم منها إن حامل الرسالة موضع ثقتها وإنها لا ممكن أبداً تفكر ولو للحظة إنه زي اللي بتحذرنا منهم ممكن يخدعنا أو يضحك علينا !».
وأضاف: «مصر بتقول لنا كمان – بس الكلام مش موجه لحامل الرسالة – إن ده مش مقامها، ولا دي قيمتها ولا مكانها؛ وشددت عليه إنه يقول لنا على لسانها إنها منتظرة مننا ما نحوجهاش لحد، حتى لو ما أكلناش، وحتى لو ما نمناش!! واضح كمان من رسالتها الغاضبة إنها زعلانة مننا قوى، وصعبان عليها السبع آلاف سنة حضارة اللي السيسي غلب يفهمنا إنهم بيضيعوا من إيدينا.. عشان كده مصر قررت تبعت لنا رسالتها وحياً من خلاله باعتباره الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى!».
وواصل: «سؤال واقف في زوري ومش قادر أبلعه: هي مصر دي مش أمنا؟ طيب ما هانش عليها تبعت لولادها رسالة – ضمن الرسايل – تقول لهم فيها آخرتها إيه؟ واللا هي بعتت لنا رسالة بالمعنى ده والبوسطجي فتحها وحط عليها ختمه بالغلط؟ واضح إن الأفلام كلها دخلت في بعضها، ولا عدناش عارفين دور شكري سرحان من دور اسماعيل ياسين من دور السيسي ! ربنا يقوينا ونعرف نفصل الأفلام عن بعضها في المونتاج».
فيما سخرت الناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، من التصريحات، وقالت في تدوينة عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»: «على فكرة ‫‏مصر بتكلمني عادي إحنا مش متخانقين ولما بتعوز تقولي حاجة بتقولها لي على طول مش بتقول لحد يقولي الصراحة يعني».
وقال الناشط السياسي سامح أبو عرايس، في تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»: «بعد كلام السيسي عن أن مصر بتكلمه اللي يقول بعد كده أني مجنون علشان بقول أن الإله حورس بيكلمني هيبقى من أهل الشر وهاشتكيه للسيسي!!».
وعلى جانب آخر، اعتبر أساتذة إعلام وخبراء سياسة وعلم نفس، الكلمة التي ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال الاحتفالية، «أن الرئيس لم يكن يخاطب النخبة، بل كان يستهدف العامة مستخدمًا عبارات روحانية منضبطة».
وقال الدكتور سامي عبدالعزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، في تصريح له» إن الرئيس في أغلب الأحيان لا يخاطب النخبة وإنما يخاطب عامة الناس، وهذه اللغة التي يتحدث بها الرئيس لها مفاتيح عند المصريين»، مؤكدا أن «كلمة «الأمانة» التي ذكرها الرئيس هي مسؤولية مزدوجة بين الشعب والرئيس، وأن ما عناه الرئيس في كلمته هو التمهيد للتحديات المقبلة، والتي قد تكون صعبة لذلك هو يمهد الرأي العام لتحمل التحديات المقبلة، وألا نجعل هذه التحديات تفت من عزيمتنا، والمقصود هنا هو شحذ همم المصريين».
ومن جهته قال عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان إن الرئيس دائما ما يُردد في خطاباته الأفكار نفسها والجمل لدعوة المواطنين والحكومة للقيام بواجبها والتضامن لنهضة البلد. وأضاف: «الرئيس في خطابه يوجه بضرورة عدم الخلاف، ولكن يظل خطابه كلاما عاما، ويستوجب أن يُحدد للحكومة مسؤولياتها»، موضحا: «هيبقى مجرد كلام إن لم يضع برنامج واضح للحكومة للقيام بواجباتها تجاه البلد، فالرئيس يقترح أفكارًا عامة ونحن نُريد ترجمة لتلك الأفكار بشرط أن يتحملها المواطنون».

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى