.عقدة الاستيرنج!!

[review]
مقال الخميس 12-1-2012

 تتميّز سايكلوجيا الإنسان الأردني بمواصفات فريدة وعجيبة ،تستحق ان يقف عندها جميع الباحثين والمهتمين في السلوك الاجتماعي والنفسي..

 

 فمثلاً تجد مجموعة من الجيران يسكنون في نفس الحي ويقيمون في نفس البناية  ويعملون في مكانٍ وظيفي واحد،تجمعهم صفات مشتركة كثيرة ..لكن عند الذهاب الى الوظيفة  يقوم كل منهم بتشغيل سيارته على حده ويذهب منفرداً ، واذ ما حاولت تجميعهم في مركبة واحدة..يرفضون  بشدّة….رغبة في استقلالية"القيادة" و تجنباً "للمنيّة" وتلافياً"للحاجب الثقيل"..باختصار لا شيء يفرقهم سوى :"عقدة الاستيرنج".

مقالات ذات صلة

 

في الأعراس والمناسبات نفس المشكلة،يتجمع المعازيم في نقطة واحدة،وبموعد محدد..وعند اقتراب ساعة الصفر لينطلقوا بفاردة متتابعة الى الصالة او بيت العريس ..تبدأ الانسحابات ، و"الميزطة" الصامتة، حيث يقوم كل منهم بركوب سيارته الخاصة منفردأ ..رغبة منه في استقلالية"القيادة" ..وتجنباً للمنّية" وتلافياً "للحاجب الثقيل"…هي ذاتها "عقدة الاستيرنج".

 

المشكلة ان الأردني منذ انطلاق الحراك الشعبي ،يتعامل مع الاصلاح على انه فاردة عرس..يومياً اقرأ عن تشكيل تيار إصلاحي جديد وتجمع وطني وحزب وحدوي وجبهة أردنية وائتلاف مناطقي وتجمع شباب عشائر ..حيث صرت "اتشركل" يومياً بثلاثين تيار وسطعشر جبهة وخمسين حزب وكم سبعين تجمع شبابي ..حتى لم اعد اجد وقتاً كافياً لقراءة كل بياناتها وشجبها واستنكارها واستشراف رؤيتها للإصلاح..الأعجب من ذلك  ان كل هذه التيارات والجبهات والتجمعات والأحزاب ،  متّفقة على نفس الأولويات والمبادئ والثوابت والمطالب ، وكلها تمضي نحو نفس الهدف وتسلك نفس الطريق وكأنها حزب واحد "كوبي بيست"..لكن تقع المشكلة ، اذا ما دعوتهم ان يندمجوا بتيار او اثنين ضخمين او جبهة او اثنتين كبيرتين بقواعد شعبية هائلة يهز صوتها صناع القرار…ما ان تقترح ذلك ، حتى تبدأ الانسحابات ، والميزطة الصامتة…حيث يقوم كل منهم بركوب ظهر تياره او تجمعه منفرداً..رغبة منه باستقلالية القيادة..وتجنباً "للمنّية الحزبية" وتلافيا" للحاجب الوطني الثقيل"..

 

كما تلاحظون مشكلتنا في الاردن..مشكلة " استرينج" لا أكثر!!

 

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى