بعد الله أكبر .. الوطن أكبر
تزاحمت الكلمات والحروف على أوراق الصُحف ومواقع التواصل الاجتماعي , في الشجب والإدانة للعملية الإرهابية , وكذلك الترحم على شهداء الواجب من عسكريين ومدنيين . والجميع وقف صفاً واحداً في خندق الوطن . وهذا إن دل على شيء دل على أصالة ووطنية أبناء هذا الوطن . وبنفس الوقت هي رسالة للقاصي والداني بأن شعب الأردن بجميع أطيافه قد أظهر للعالم بأن اللُّحمة الوطنية عصيّة على كل من تسول له نفسه للنيل منها .
فالإرهاب منبوذ بجميع أشكاله سواء كان معنوياً أو مادياً . إلا أن هناك بعض الشراذم وضِعاف النفوس والمندسّين والمأجورين ممن يدّعون الوطنية ظاهرياً ولكنهم بالباطن أعداء لهذا الوطن . فمنهم من ينفثوا سمومهم المرئية والمكتوبة , وآخرون يعملون كالخفافيش فيستترون بسواد الليل وبأسماء مستعارة ومواقع مشبوهة .
الفساد هو أحد أشكال الإرهاب , لا بل الفساد هو غِذاء للإرهاب . فإذا ضُرب الفساد قُسم ظهر الإرهاب . لذلك لا بد من القضاء على الفساد أو حتى تحجيمه ما أمكن . فلو نظرنا للدول التي عانت من الإرهاب لوجدنا الفساد كان مُستشرياً بها . فالفاسد لا يهمه الوطن ولا أمن الوطن .
الرحمة للشهداء , وأحر التعازي لذويهم , والشفاء العاجل للجرحى , وحمى الله وطني .
