انقراض المطر

#انقراض_المطر

#محمد_طمليه

يتحدثون عن منخفض جوي يعبر البلاد اليوم .

يا أخي شتاءات زمان أفضل : كان بيتنا محاذيا تماما ل ” سيل وادي الحدادة ” . وأنا أتحدث عن غرفتين من الطوب , وسقف من الصفيح , و ” حبل غسيل ” رخو , ونساء طاعنات في الترمل كن يزرن أمي من باب التضامن : كانت خبرات أمي في هذا المجال ضحلة باعتبار أن أبي مات البارحة .

مقالات ذات صلة

كان المطر آنذاك جادا / كان متحمسا ومعاديا / كان لا يرحم ولا يساوم / وكان يستمر لأيام , ثم يهطل ثلج , فلا نذهب الى المدرسة , وهذا شيء مبهج . مع أن البديل هو البقاء تحت الصفيح في وضعية تكديس وركام وأغطية لا تفي بالغرض …

كان مطرا ضروسا / كان شهما و ” ابن بلد ” / كان اصيلا وأليفا وينام معنا في طناجر وضعتها أمي على الأرضية بحيث يتجمع فيها ماء الدلف / كان يرافقنا الى المدرسة والى سوق الخضار , , والى أول موعد لي مع ابنة الجيران : بصراحة , كان اسمها ” صباح ” , وقد تزوجت رجلا كهلا آنذاك , وأظنها ترملت الآن , وهذا كل ما أعرفه عنها .

لقد انقرض هذا الطراز من المطر , وصارت تأتينا زخات هزيلة لا تكفي حتى للاستخدامات اليومية في منزل السيد ” وزير المياه ” ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى