انسحاب / جروان المعاني

انسحاب
أكاد اجزم أن العقلية الأمريكية والموساد يمهدان لموقف دراماتيكي على مسرح الكرة الأرضية طابعه كوميديا سوداء ونتيجته مأساوية، ولعل كل البروفات التي تمت العام المنصرم بداية من الانقلاب الأبيض في السعودية ثم الخلاف الخليجي والدخول بمستنقع اليمن وصولا لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة (لإسرائيل) والزر النووي الكوري جعل المشاهد العربي جاهزا لحضور المسرحية لا بل ومعرفة نتائجها ولكنه يبقى مشاهداً ليس له الحق إطلاقا بالتدخل في مجرياتها .
إن الارتدادات للعنجهية اللاهوتية الأمريكية الترامبية ذات طابع عنصري يميل لليهود والمسيحيين المتطرفين وهو أمر واضح تتم ممارسته بشكل علني في وقت وصل فيه العالم العربي إلى نقطةٍ لا عودة عنها وهي نقطة التحالف وعن ضعف مع إسرائيل ضد كل مسميات المقاومة بدءاً من حماس مروراً بحزب الله فإيران وسواء كنا مع أو ضد فإن مسوغات التدمير تزداد كل يوم ونتجهز للحظة نكون فيها ضحايا نتنفس الموت من بنادق لا ندري مصدرها .!
الجسد العربي خصوصاً في شرقه يلفظ أنفاسه الأخيرة وبالكاد دوله تستطيع الاستمرار وإن كتب لها الحياة فأنها ستكون كحياة المشلول في لحظة ما سيتم إطلاق رصاصة الرحمة عليه.
في العودة لموضوع العقلية الأمريكية وتنويع قرارات ترامب الكارثية التي تدفع لاستعداء العالم العربي والإسلامي وعدم الأخذ بعين الاعتبار لردود الفعل الشعبوية وتوكيل الأنظمة لامتصاص أو قمع ردود الفعل، وفي وقت تمضي فيه قرارات ترامب باتجاه التنفيذ فقد تم تحييد كل من تركيا ومصر وتُركت الأردن متوحدة أمام الضغوط السعودية الإماراتية ولا استبعد أبدا حدوث تغيير جذري في الموقف أو الاستسلام للمخطط المخابراتي الأمريكي بتغيير دراماتيكي يقلب البلد رأساً على عقب .!
لا ادعي علم الغيب أو أنني الأكثر معرفة لكني بكل بساطة اكتب مقالتي الأخيرة، ولا أريد أن ألاحق من اجل كلام يقع في خانة التكهنات أو ربما يكون قراءة خاطئة وجل غايتي أن يتنبه الأردنيون بكافة منابتهم انه لا يُراد لنا خيراً حتى ولو أقررنا بكل مطالب أمريكا وإسرائيل وما الغلاء الذي سيستشري والانشغالات اليومية بفتن تنتشر هنا وهناك إلا جزءاً لا يتجزأ من مخطط مرسوم فتارة يشيعون عن محاولة انقلاب على جلالة الملك، وتارة يظهر رئيس وزراء الأردن ومجلس النواب كعدوين للشعب وتارة يصبح تامر حسني حديث الأردنيين الأول وغيرها من الأمور التي تجعل الناس جاهزين لقبول أي سيناريو مسرحي مهما كانت نتائجه .
على مسرح الحياة تتنوع مخلوقات الله وتتعدد أشكال البداية والنهاية وكما ملايين الناس فإني استسلم لمشيئة الله في تسييره للأمور وبعيدا عن الدروشة أو الدعوشة فإني أذكركم بقوله تعالى (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات)حيث لا دم يُراق ولا حبر يلون الأوراق ولا أقلام تدون الخطايا، حينها الله يعلم أين سنكون على الأرض أو في السماء وحين تحين الساعة سيُسأل كل منا عما فعل وحينها لن ينفع الإنسان شيئاً (إلا من أتى الله بقلب سليم) وإني بذلت ما استطعت في كل قضايا الأمة معلناً انسحابي سائلاً الله أن يغفر زلاتي وان يجعل هذا البلد أمناً مستقراً وأن يُعيد العالم إلى رشده وللصواب وينهي هذا القتل المستشري .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى