الى كل صناع القرار .. وإلى كل دعاة الإنحلال

الى كل صناع القرار..وإلى كل دعاة الإنحلال .. احذروا الوصول بنا إلى درجة الغليان..
نايف المصاروه

يقال ان بعض اهل العلم ،وفي إجراءهم لتجربة علمية،وضعوا ضفدعا في ماء على النار،لمعرفة قدرته على تحمل درجات غليان الماء، فكان الضفدع كلما سخن الماء، يعدل وضعيته في الماء ليتأقلم جسده على درجة الحرارة ، فتظل المياه عادية ومقبولة عنده،إلى أن وصل الماء لدرجة الغليان فمات الضفدع .
بدأ العلماء القائمون على التجربة في دراسة سلوك الضفدع، الذي كان مع كل ارتفاع لدرجه حرارة الماء،يغير وضعيته ويعدل حراره جسده.
ومع ان الوعاء الذي وضع فيه الضفدع كان مفتوحا من أعلاه، ولكنه لم يحاول القفز للخروج من الوعاء حتى في حال غليان الماء إلى أن مات.
توصل العلماء من خلال دراستهم لسلوك الضفدع، إلى انه بدأ ساكنا مستمتعا بالماء،ومع كل ارتفاع ملموس لدرجة الحرارة،كان يعدل وضعيته،ويرفع من درجة حرارة جسده ،للتتأقلم مع ارتفاع درجة حرارة المحيطة ،ولكن سرعة ارتفاع درجة حرارة الماء، كانت أسرع وأقوى،من قدرة تحمل الضفدع فمات،ﻷنه استخدم كل طاقتة في معادلة درجة حرارته، وتأقلمه مع المناخ الذي حوله على الرغم من صعوبته، إلى أن وصل لدرجة أنه لم يتبقى لديه طاقة للتأقلم ، ولا حتى لإنقاذ نفسه بالقفز من وعاء المغلي.
واستنتجوا ايضا أن الذي قتل الضفدع ،هو اصراره على أقلمه نفسه مع البيئة التي هي ليست ببيئته، إلى حد أفقده الطاقة اللازمة لإنقاذ حياته،وشدة ارتفاع حرارة الماء.
منذ عشرات السنين والحكومات المتعاقبة،تجري علينا عشرات التجارب ،لقياس مدى تحملنا لكثرة استفزازاتها وسقطاتها،فعطلت الزراعة والصناعة ،واصبحنا من بلد مصدر للقمح،إلى بلد مستهلك ﻷردى أنواع القمح، الذي يمن علينا به بعضهم،ومستهلكين ﻷردى بعض انواع الصناعات،وبعد أن كنا في قمة الهرم التعليمي عربيا،نوعا وكما، وشهد لنا بذلك القاصي والداني،تراجعنا ..وكثيرا..وذلك بسبب تدني مستوى المناهج،وسوء مخرجات التعليم الاكاديمي،والمجال لا يتسع للسرد أكثر،لأنه واضح ومفضوح.
وتراجعنا صحيا …والواقع يشهد..عندما دخل على المهنة قصدا، ممن هم ليسوا بأهل لها ،وأصبح الطب تجارة تخلوا من اﻹنسانية عند بعضهم،وتراجعنا سياحيا وقصدا، مع أننا نمتلك أكثر الأماكن السياحية جودة،وتراجعنا إعلاميا عندما لوثت الصحافة واﻹعلام،بكثرة الدخلاء عليها قصدا، مع أننا كنا من الأوائل في المنطقة في صناعة الصحافة والاعلام ،وﻷن الفن رسالة تحمل ثقافة الامة، ومع ذلك تراجعنا فنيا وهو تراجع مقصود،في الكم والنوع، ومن قبل الكثير من الجهات المعنية،فمن نمر بن عدوان ووضحا وابن عجلان،إلى جن ومن معه من شياطين الجن واﻹنس.
وتراجعنا اقتصاديا…وأول أسباب ذلك..هجر الزراعة والصناعة، ونسيان ما يسمى بالاقتصاد المستدام،ثم كانت قاصمة الظهر، ببيع كل مقدراتنا الوطنية، الفوسفات والبوتاس والاتصالات والنقل العام،والكهرباء والمياه والطاقة،وغيرها تحت ذريعة الخصخصة،التي تبين لاحقا لكل ذي لب انها وسيلة للصلصة،ثم بدأ بعد ذلك مسلسل اﻹقتراض الخارجي والداخلي،ليسجل حجم الدين رقما يشيب له الولدان،ولا زلنا نعتمد على المنح والهبات واﻹقتراض الذي أوردنا شر الموارد.
وعندي سؤال ويتكرر ..كيف لوطن ان يبيع روافد اقتصاده…وعوامل استقراره النقدي…ثم يذهب ليقترض او يطلب منحا او هبات.. أي فكر اقتصادي هذا؟
وﻷني اعلم انه في عرف الدول وخبث السياسة،ليس هناك منحا او هبات إلا بمقابل…قد يكون سيادي .
وكيف لأي بلد مثقل بالدين ويتكرر عجز موازنته ،ان يثبت في وجه الأعاصير الإقتصادية…والسياسية والسيادية!
وﻷن من يمد يده…لا يحق له ان يمد رجله..او حتى يتململ ولو كان الماء ساخنا،ولا يحق له حتى ان يعلي صوته،ولو على سبيل طلب النجدة،ﻷن كل من حوله إما واهن،او شامت يترقب فرصة السقوط .
رغم كل تجارب الاستفزاز،صبرنا وتحملنا وجع الفقر وجور ذوي القربى، واصبح اﻷردني غريبا في وطنه ،ﻷن كل المتغيرات المستنسخة، هي دخيلة عليه ،لا يألفها ولا يقبلها ولا يرضاها ،تغييرات ومتغيرات جعلت الأردني شبه لاجئ في وطنه.
تغييرات ومتغيرات متعمده،أنتجت ارتفاع نسبة الطلاق ،وارتفاع نسبة الانتحار، وزيادة جرائم القتل والمخدرات والسرقات وغيرها،ومع ذلك نشرع حدودنا لكل من هب ودب،وصدق من قال ..كثر التهلي بجيب الظيف المشم .
رغم كل ذلك صبرنا على الجوع ،وصبرنا عندما امتهنت كرامتنا ،وحتى لا تمتهن أكثر.
وصبرنا على مر العلقم ،على امل حفظ اﻻمن،حتى لا يتجاوزه معتد أثيم،ورغم ذلك كله يتكرر امتهان كرامتنا مرارا،وعلى أيدي صناع التجارب والقرارات،ويتعرض اﻷمن للأذى على أيدي عصابات الخفاء،التي تظهر من خلال تجار المخدرات،وعصابات اﻹجرام،وزعران النوادي الليلية وعاهراتها.
المؤلم..انه وبدلا من البحث عن كل المسببات،تقوم الحكومة بمنح 138 الف تصريح عمل للاجئيين السوريين، وقرار لوزير الداخلية صدر مؤخرا،برفع القيد عن شرط المرافق للوافدات من المغرب!!!
قبل الختام ..إلى كل صناع القرار في وطني..كثرة التجارب لم تعد تجدي نفعا،وكثرة اﻹستفزازات لم تعد تطاق..ودرجة الغليان بدت لا تطاااق،وأن كثرة التصريحات بخروجنا من عنق الزجاجة،وكثرة القرارات التي.. لن يتأثر بها اﻻغلبية،كلها تصريحات اثبتت انها كذب ابرق.
وأن المطلوب…إعادة النظره بكل القرارات،وأولها وأهمها..صدق القرار السياسي واﻹقتصادي.
ولإن مقولة ”بلد اﻷمن واﻵمان” بدأت تخترق،فإن المطلوب من كل قادة الأجهزة اﻷمنية ،تفعيل مقولة الضرب من حديد ،لنرى ونلمس ذلك ليكون واقعا،وخاصة على كل كبار تجار المخدرات ،وسادة عهر الليل وزعامات أهل اﻹجرام،فإن افضل وسيلة للقضاء على اﻷفعى هو قطع رأسها.
السادة.النواب.اهل الرقابة والتشريع…لا تغيبوا انفسكم…فالأيام تدور..واﻷعمال شواهد والملتقى ليس ببعيد،فقد شارفت الشمس على المغيب.
إلى كل دعاة الرذيلة واﻹنحلال…وأذناب دويلات اﻹحتلال…نرقبكم…ونعلم مخططاتكم..وعمقها..وقد بدأ نتنها يزكم اﻷنوف…فإن لم تتوقفوا…اوقفناكم..وفي قضاءنا…قصاص..وفي تاريخنا وتراثنا..ورحولتنا…ما يدفعنا الى لجمكم..ولو كان معكم كل شياطين الدنيا..
وختامها مسسك..إلى كل اردني حر وشريف ..عندما تمر بأية تجربة ،أو تتعرض ﻷية ضغوط، أي نوع من أنواع الضغوط ..العلاقات الإنسانية،او القرارات الحكومية مثلا.. ولست مرتاحا لذلك، وتحاول وتحاول جاهدا أن تؤقلم نفسك ،وتحاول أن تعدل من نفسك وتستخدم طاقتك الجسدية ، والنفسية والعقلية ، والعصبية ،إحذر ان أن تصل لفقدان كل طاقتك ، ﻷنك عندها ستفقد نفسك ووطنك.
إحذر أن يكون حالك كحال ..الضفدع اعزك الله واكرمك ..فلا تستهلك طاقتك كلها ، ولكن اعرف متى تقفز وتنقذ ما تبقى منك ومن حياتك ومن عنوانك وهويتك” وطنك”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى