الوقاية بالوعي

الوقاية بالوعي
مقال الأحد 11-11-2018

واقعة جديدة ، مع “شتوة جديدة” دفعنا فاتورتها من الأرواح مرّة أخرى في أقل من شهر..ترى هل سننتظر مع كل منخفض جوي فاجعة على الأرض؟..ونراهن على أرقام الضحايا؟..هل سنفكّر حقاً – بعد كارثة البحر الميت و البتراء – بحلول تسعف البنى التحتية المتهالكة والمؤسسات المفلسة لتقوم بدورها الإنساني..بدلاً من وضع اليد على الخدّ في مركز الأزمات…
وقبل أن نستسهل ونتقبل فكرة الموت الجماعي المرافق لكل منخفض جوي..أودّ أن أقول أن في الوقت الذي كانت تهدر فيه السيول بالبتراء والوالة وضبعة..كانت الحرائق تأتي على مساحات هائلة من الغابات والبيوت القريبة في غابات كاليفورنيا ،الصورة من الهليكوبتر تشي بمساحات شاسعة التي يلتهما خط النيران المنتقل في جبال متلاصقة وسرعة لا تقل عن سرعة السيل..لكن هناك في كارثة حرائق كاليفورنيا عدد الضحايا لم يتجاوز خمسة أشخاص كانوا موجودين في سيارتهم..ونحن في “الزخة الأولى” الضحايا 21 والمصابين 35،وفي “الزخّة الثانية” الضحايا 12 والمصابين مثلهم…ما الذي يجعل الخسارة البشرية أقل هناك وأكثر هنا..لا شيء غير ثلاثة عناصر مهمة، جاهزية المؤسسات وكفاءتها وحرفية التعاطي مع الأزمة ، بنى تحتية حقيقة ومشغولة على أساس علمي ومهني، والوقاية بالوعي من خلال نشرات مستمرة تحذر وتطالب بالابتعاد وتذكّر بالكارثة الطبيعية وتنسّق بين مختلف الأجهزة (مهمّة الإعلام)..
اذا لم نشتغل على هذه العناصر الثلاثة الأساسية..سنبقى نتلقى الضربة تلو الضربة ، نحزن نتولول ،نتلاوم ، ونتصوّر في مركز الأزمات على أننا ندير الوضع بشكل جيد، ثم نغرق..
إدارة الأزمة تكون على الأرض لا على الشاشات في مكاتب مدفّاة ، نصفق فيها للذين يبتلّون من رؤوسهم الى أخامص اقدامهم ويرتعشون برداً، ونحن نهتف لهم ونحمّسهم على طريقة تشجيع المباريات والمصارعة الحرة ، إدارة الأزمات يجب ان نعرف من خلالها النواقص التي يحتاجها كل جهاز، وإجراء التدريب اللازم للكوادر على مثل هذه الكوارث، وضخ نصائح الوعي للسكان والمواطنين ، بشتى الطرق ، من خلال نشرات متواصلة ، رسائل نصية لأهل المنطقة ،ومكبرات المساجد..لأن الوقاية والمعرفة بالخطر أسلم ألف مرة من التعامل مع حاله واحدة..
لا نريد ان “نتعثّر” في كل منخفض جوي ونفتح عدّاد الجثث ،و تتعطّل الحياة ويتجمّد الدم في عروق الحكومة وتصبح الحياة السياسية تنتظر في المنخفض القادم في “أي واد” سيهيمون مسؤولونا .
على أي حال تذكروا أن الاتكاء على “نشمنة النشامي” ليس تعاطياً حرفياً يرتقي الى مستوى أداء دولة على الإطلاق..فالنشمي له طاقة وقدرة وتحمّل فلا تحمّلوه كثر ما يحتمل لأنه في لحظة ما سيصبح ضحية كالذين يبحث عنهم بضمير وإخلاص الان، ثم أنه ليس من الأنصاف أن تتراخى الدولة كلها وتطلب من النشمي أن يشد عليه..” العملاق العجيب هو”؟؟

غطيني يا كرمة العلي..

أحمد حسن الزعبي
Ahmedazloubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ادارة الازمة تبدأ من عند المواطن .. يا مواطن مش ضروري تطلع بسيارتك وتشيل عيلتك معك تروح تحضر عرس ولا تروح تتسوق .. مشكلتنا الاساسية بالمواطن نفسه . بعدين بيجي اللوم على وزارة الاشغال والشوارع المتهالكة .. لما ينصلح المواطن رح يصلح الوطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى