جرائم الليبراليين الجدد بحق الوطن / موسى العدوان

جرائم الليبراليين الجدد بحق الوطن

يقول الصحفي والوزير السابق طاهر العدوان في كتابه بعنوان ” المواجهة بالكتابة ” ما يلي وأقتبس :

” لقد سمعت من أوساط الليبراليون الجدد تلك الحجة التي ذكر الدكتور محمد السيد سليم، بأن الليبراليين الجدد في مصر يرددونها وهي : ( أن المستثمر لن ينقل الأرض أو المؤسسة التي يشتريها معه إلى الخارج عندما يرحل عن البلاد )، والواقع أن الأمر يختلف في الأردن. لقد تم عرض الجنسية الأردنية ومنحها لمن يستثمر من الأجانب والعرب، وأصبح بين صفوف الأردنيين قوة لا تتطلع إلى الاستثمار في المال فحسب، إنما في الوصول إلى مواقع السلطة وهو ما يمكن أن يطلق عليه، بأنه حالة من ( التسليع غير المباشر للسيادة وحقوق المواطنة ).

وأعتقد أن من مفاسد الليبرالية الجديدة الكبيرة نجاحها في إضعاف مشاعر الانتماء للوطن من بين صفوف الأردنيين، الذين باتوا يشعرون يوما بعد آخر بأنهم غرباء في وطنهم. وهذه نتيجة خطيرة جدا لأنها تهدد الأمن الوطني الأردني على المدى القصير والطويل. لقد عمل الليبراليون الجدد بمثابرة على تفكيك القطاع العام ومعه مؤسسات الحكومة ووزاراتها، من خلال سياسة اللجان والمنتديات والهيئات المستقلة، وبالتالي ركزوا جهودهم على مقاومة أي دور لتخل الدولة في الدفاع عن مصالح الطبقات الوسطى والفقيرة.

مقالات ذات صلة

لقد عملوا بطرق مختلفة على إنهاء دور الدولة في إدارة وتنظيم الاقتصاد الوطني وجعل سياسة التدخل جزءا من مسؤولياتها في دولة صغيرة نامية ومجتمع فتي، من أجل ضمان مصالح جميع الأردنيين، وعدم تركهم فريسة لمنافسة غير عادلة وغير متكافئة مع المستثمر الأجنبي، ووكلائه وسماسرته المحليين، الذين زعزعوا أهم ركيزة في الاستقرار الاجتماعي والنفسي والوطني، وهو جعل مهمة توفير السكن المناسب وبأسعار مناسبة للمواطنين عملية صعبة.

وعندما حاول الليبراليون الجدد تدارك الأمر في مشروع ( سكن كريم وعيش كريم ) كانت النتيجة مخزية في ما حملته من خسارة من أموال الشعب بلغت مئات الملايين، فيما ( ولد الجبل فأرا ) بمشروع أصبح من علامات الفشل لا النجاح . . . فقد اختلطت التجارة بالسياسة في كثير من أنشطتها. وقد كتبت مقالة أثارت الغضب أحذر فيها من هذا النهج تحت عنوان ( التجارة والإمارة لا يلتقيان ) وذلك في وقت مبكر من ظهور المجموعة الليبرالية.

والواقع أنه ما جاء عام 2004 حتى أغرق المجتمع الأردني بقصص انشغال بعض المستويات من رجال الحكومة في ( البزنس ) ودل تقاربهم الظاهر مع جيل من رجال ل=الأعمال والأثرياء، معظمهم من الشباب، بأن حدود المسؤوليات والواجبات تداخلت مع المصالح الشخصية عند عدد كبير من المسؤولين “. انتهى الاقتباس.

* * *

* سؤال لاستعادة الذاكرة : أليس هذا الوضع المحزن الذي تمر به البلاد، هو نتاج ما اقترفته أيدي الليبراليون من جرائم بحق الوطن، يدفع ثمنها المواطنون البسطاء في هذه الأيام ؟ ؟ ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى