النحيح !! / د . محمد شواقفة

” النحيح !!”

من ذاكرتنا الشعبية هذه الوظيفة التي قد يجهلها الكثيرون إو لربما لم يسمع بها أحد …. كانت الطرق لزمن ليس بعيدا … ربما اواسط الثمانينات يتم شقها اولا ثم رصفها بالحجارة قبا ان يتم تغطيتها بالحصمة ” الحجارة الصغيرة ” و بعدها يتم تغطيتها بالاسفلت … و قد كان منظرا اعتياديا ان ترى اكواما من الحجارة الضخمة على مد النظر … و كان كثيرا من العمال من الاهالي يرحلون مع الشوارع اينما اتجهت … و كانت ادواتهم في غالبها ” المهدة ” و هي تشبه المطرقة و لكن وزنها ثقيل تتجاوز 5 كغم و كان يحملها أصحاب البنية القوية فقط … و لكن كان معهم دائما مرافقون لا يتمتعون بأي من صفات القوة و البنية الضخمة … و كان دورهم يقتصر على إصدار أصوات مع كل ضربة … و هذه هي فقط وظيفة “النحيح ” لا أكثر ولا أقل … و تكون بإصدار صوت يعلو و يخفت حسب التحدي ….” إيه إيه … “.

و يقال حسب أحد المطلعين أن هذا موثق في بعض وثائق البريطانيين إبان الاستعمار و لكنني لم أجد تلك المعلومات سوى في ذاكرتي و القصص الشعبية. و قد ذكر أنهم جاءوا يوما لحامل المهدة و اذا به يجلس بدون أن يفعل أي شئ … فأجابهم بإنه لا يستطيع القيام بعمله بدون وجود ” النحيح”.

المصيبة الاكبر أن ” النحيح ” نفسه مقتنع تماما أن لديه وظيفة و أن لوجوده قيمة كبيرة جدا.

مقالات ذات صلة

لا أعلم لماذا تذكرت النحيح عندما سمعت اقتراحات بعض وزراء الحكومة لحلول قد تنقذ الاقتصاد الذي يعاني . و فعلا شعرت بأنهم كالنحيح …يعتقدون أن وجودهم فعلا ضروري …. و شعبنا يبدو كحامل المهدة لا يستطيع انجاز أي شئ بدون وجود ” النحيح”.

” دبوس عالنحيح !! ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى