المِثلية الجنسية كأيدلوجيا غربية معولمة..لماذا إفتُضحت الآن.. ؟

#المِثلية_الجنسية كأيدلوجيا غربية معولمة..لماذا إفتُضحت الآن.. ؟
ا.د #حسين_محادين*
(1)
علمياً وتاريخيا، العلاقات الجنسية المٌثلية المتناثرة على صعيد بعض الافراد من الجنسين ، كانت موجودة منذ الازل وستبقى على الأرجح، رغم عِظم خطورة تعاطيها وانتشارها إذا ما غدت منهج سلوكي اوسع ، وليس أدل وأبلغ وعيا وعِضات لنا كبشر من ما ورد في القص القرآني العظيم عن ممارسات “قوم لوط” من حيث وصف الله وتعليمه وتحذيره الناهي
للبشرية جمعاء من خطورة مآلات انتشار واستفحال عدوى المثلية الجنسية وقبول البعض لها، لا بل إن الاكثر سوءا في الوقت الحالي ،هو تفاخر وأكره دولا “متحضرة ” لنا عربا ًومسلمين على قبولها وتبنيها، لابل وتعميمها عالميا بحجة حقوق الانسان ضمن “الشرعية” الغربية المؤدلجة كواحدة من تعبيرات العولمة فكرا، اقتصادا وتكنولوجيا ، متعامية هذه المجتمعات الغربية دينيا وعلميا عن ان المثلية الجنسية هي المُهدد الرئيس
لقانون الخلق البايلوجي الوحيد لإستمرار حياة الانسان بقيمهما الراقية منذ الأزل ، وأن هذا الانسان المكرم هو الذي خلقه الله عز وجل من أبوين “ذكر وانثى” وجعله في أحسن تقويم ، لذا استخلفه لتميز وعيه وقيمته العليا دون غيره من المخلوقات على عِمارة الارض ، هو الذي اصبح وجوده وتنظيماته وعلومه الحياتية وإنجازاته الحضارية السليمة فردا ، أسرة، مدارس وجامعات ، مجتمعا وقيادته للحياة مهددة في ظل الدعوات المحرمة دينا وخلقا قويما لشرعنة إنتشار المثلية الجنسية والسعي الخطير لالزاميتها، بمبررات فكرية واقتصادية عالمية فاعلة راهنا للأسف، انطلاقا من فكر واهداف الدول الغربية الراسمالية المعولمة التي تسيّدت العالم بعيد سيادة القطب العالمي الواحد نتيجة لإفول القطب الاشتراكي/ الصراعي ممثلا في الاتحاد السوفيتي السابق في ظل الحرب الباردة والصراع الضمني بين القطبين التي سبقت تسعينيات القرن الماضي .
( 2 )
أما حديثا وبعد تطور العلوم الوضعية -من وضع البشر اي غير الدينية، وتحديدا علم الاحياء/البايلوجيا فقد ظهر تيار ما يقول ان هناك جينات خاصة لدى هؤلاء الافراد المثلين من الجنسين هي المسؤولة عن اقترافهم هذا الفعل المحرم دينيا وبالتالي قانونيا في الاديان الثلاث.
( 3)
علميا وفكريا ، لا يستقيم هذا الرصد والتحليل دون الاستناد الى منطلقات النظام الراسمالي الغربي المعولم الوظيفي الذي لايعتد بالاديان عموما وفعاليتها العلمية في الحياة منذ نجاح الثورة الصناعية في المجتمعات الغربية ، فهو النظام الاقتصادي والثقافي القائم على مركزية الربح ومراكمة الراسمال المُستغِل لكل أخر وطنيا وعالميا بغض النظر عن شرعية الوسيلة المتبعة في جني الارباح كهدف مستدام له ولمعتنقيه من ليبراليون قدماء وجدد على حد فكري وسلوكي براغماتي سواء، فالغاية هي التي تبرر الوسيلة استنادا لقانون الراسمالية المركزي “دعه يعمل دعه يمر”.
وبالتالي من الواضح ان زيادة واستمرار تزايد اعداد البشرية بنظرهم سيقلل من فرص وجودة الحياة الامر الذي يستلزم تقليل اعداد البشر خصوصا في المجتمعات المؤمنة پالاديان وكثيرة الانجاب العربية الاسلامية وفي افريقيا غالبا عبر ما يأت بالتدرج:-
أ- إستغلال وتعميم وسائل التعقيم الطبية تحت عناوين الحريات والقيم الفردية المرتبطة تحديدا بتنظيم الاسرة، حرية الاجهاض، العلاقات الحرة للجنسين، توظيف الجنس الالكتروني عبر الشركات المملوكة للاغنياء وتحديدا ثقافة الصورة عبر الافلام الاباحية وغيرها في سبيل تحقيق فلسفة هذا النظام الحر الخ.
ب-شرعنة وتعميم العلاقات المثلية لدى الجنسين التي لن تقود عمليا الى استمرار الانجاب، وزيادة او تقليل اعداد السكان الضعفاء، تغذية وانتاج، وقدرات شرائية واستهلاكية ن شانها ان تزيد الارباح للاثراء، وبالتالي سيستهلك هؤلاء غير الضروريين في الحياة، ارقاما كبيرة لتغذيتهم ومعالجتهم دون ان يكونوا منتجين او متميزي المهارات الانتاجية المنافسة في سوق عمل عالمي.
وبناء عليه، لن يُستفاد منهم اقتصادا مجردا من المشاعر في زيادة الارباح الخاصة باصحاب ومُلاك الشركات المتعولمة العمل والأرباح وفق فلسفة وسلوكات هذا النظام ومنها ضرورة دعم وتعميم المثلية ومصاحباتها الثقافية والسلوكية معا.
(4)
بناءً على ماسبق ذكره،
فكراً ايدلوجيا لن يتحقق دون العمل المنظم ضمنا على تذويب مفهوم وضوابط الزواج الشرعي وتنظيم الاسرة كمرجل للانجاب واستمرار الحياة استنادا الى الربح المادي والارباح المالية المتحققة وراء الانجاب، وعمليات الجدوى الاقتصادية فقط، لذلك نلاحظ حاليا ان المجتمعات الغربية عموما تعاني من شيخوخة سكانية نتيجة لتراجع اعداد المواليد فيها، ما يحعلها تلجأ الى استقدام العمالة الوافدة من جنسيات وثقافات متعددة الى مجتمعاتهم.
( 5)
بناء على ماسبق ، يمكن ان نفهم من خلال المؤشرات الاتية مبررات اصرار المجتمعات الغربية على استخدام ورقة المثلية. ربطها بمنظومة حقوق الانسان في صراعها تلحضاري والايدلوجي مع الشعوب والامم المتدينة ومنها:-
أ- موقف روسيا بقيادة الرئيس بوتين المضاد للمثلية الغربية المراد عولمتها، واصراره على تجريمها مع ضرورة الحفاظ على الاسرة ، اب، أم ، ابناء.
ب-اصرار الحكومات الغربية كحارسة وناشرة لفلسفة الراسمالية المعولمة على اختراق الدول العربية الاسلامية في تسويق وتعمميم المثلية بصورة مباشرة بمطالبة في عدم تجريم المثلية ومحاصرة الدول التي تحرمها ،او غير مباشرة عبر توظيف التكنولوجيا لهذه الغاية.
ج- إن ما نشهده من حملات تشويه غربية/ اسرائيلية لدولة قطر العربية المسلمة التي رفضت المثلية إنما هو مثال صارخ نعيشه حاليا بحكم استضافتها لبطولة كأس العالم”22″ وربط المثلية بحقوق الانسان ببعيد من جهة ومن جهة ثانية الشعور الاستعلائي لهذه الدول الغربية المعولمة التي اصبحت تصف نفسها بدول”المركز” نحو غيضها من نجاح دولة قطر في تنظيم وتميز هذه البطولة رغم انها من ،”الهامش”.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى