أيسر الحرافشة
غاليتي ها قد مر سنتان عن إختيارك مغادرة هذه الدنيا بروحك إلى جوار الله تلهين و تلعبين هناك و تنثرين الفرح و السرور على كل من عرفك في ذلك المكان الجميل لقد إشتقت إليك كثيراً و طلبت من الله الرحيم فأنا أتصل به كما تعرفين في كل صلاة أن أكون صبورا فقط إلى حين اللقاء ربما كان لك النصيب أن ترين روعة رحمة الله و هو الارحم بي و بك مني عليك و لكن أنا أشتاق إليك كثيراً في كل يوم و نفسك حاضرة في داخلي تمشي مني ممشى الدم في الشرايين، أما ذلك الجسد الجميل فقد زرته منذ أيام و شاهدت الخبر الذي نشر منذ سنتين عندما أحزتني الكثيرين و جلست هناك ساعات طويلة أستحضر ماضي ذلك الحضن و تلك القبله على خدي و أنا أضحك بوجهي و قلبي أما اليوم فوجهي هو الذي يضحك فقط، لقد تحدثت إليك كثيراً و كنت ألقي بذلك الشوق الثقيل دموعا على الأحجار من حولي و سمعت همسك في أذني يقول بابا : أنا بخير..
أبي أحبك جدا و أزورك في ذلك السرحان و الشرود و في تلك المرات التي كنت فيها منفصلا عمن حولك، و في صباح اليوم الذي كنت فيه سعيدا بعدما رأيتني في حلم الليلة السابقة فأنا أعرف كم تحبني و لن أتركك وحيداً لا تقلق أحبكم جدا و أنت و أخي و أمي رتبوا ألعابي جيدا و تذكروني بالحب بين جدران المنازل و القلوب.
و غادرت المكان مقبلا على الدنيا بالقلب الصلب الصابر مخفي وراء ظله ذلك الحزن الدفين فأنا قوي بالقدر الذي ألقى به الله صبراً في قلبي و هو الذي يعلم كم تطيق من درجات البلاء فإستعنت به و هو رفيقي في كل مكان و زمان يعينني على مضي هذه الفترة إلى الحياة الأخرى بعد الموت، و أرى لطف أقداره دائماً تنتظرني في كل طريق أسلكه فقد عوضني بالصبر الجميل قوة و توفيقا و محبة تغازل القلوب، و تمضي بي الحياة بك و معك على هذا الحال و أنتي سند قلبي الذي غاب بجسده فقط و هو حاضر في كلي و وجداني و حياتي يا كل حياتي أراك على خير
