المشهد الأخير…وضعف إدارتنا للأزمات! / عاهد العظامات

المشهد الأخير …وضعف إدارتنا للأزمات!

ليست بمستوى الحالات الجوية القوية؛ لكن ثمة عوامل عديدة أدت لحدوث الكوارث المُفجعة التي أوجعت قلوبنا على من فقدناهم، في أقل من نصف شهر نفقد ثلاثين مواطناً أغلبهم أطفال، وخسائر في البيوت والممتلكات في ظل حالة إقتصادية صعبة يعيشها المواطن لا تحتملُ مثل تلك الخسائر الإضافية والمفاجئة، وفي كل موقف عصيب يُثبت الأردنيين قدرتهم على الصمود فيما أن ثمة تخاذل وتقصير وخطط غير مدروسة من بعض الجهات المختصة مع الإشادة بما قُدم من بعضها الآخر وأخصُ الاجهزة الأمنية والجيش.

لا بد من الإعتراف قبل التبرير بتغير المناخ وكمية الهطولات الغير مسبوقة والتي ننشدها في دولة تعاني إفتقار في مواردها المائية أن بُنيتنا التحتية السيئة والمتهالكة لم تعد مؤهلة لإستقبال فصول الشتاء العائدة في كل عام، وهذا واقع أمام أعيننا فكيف نتغاضى عنه ولا نأخذ به كسبب رئيس فيما يحصل اليوم، متى يمكننا وضع ميزانية مخصوصة لتأهيل الطرق والجسور والسدود الفائضة.

أصبح الواجب الذي يقع على عاتق الدولة اليوم محاسبة كل صاحب عطاء فاسد وتجريمه، فلا يعقل أن نرى بناء مدرسة أو مستشفى مُتشقق وهو لم يمضي على بناؤه شهوراً، أو أن تتضح عورات وعيوب طريق اُنفق عليه مئات الملايين، هل مال الدولة حرام ليذهب هباءاً منثورا دون حسيب ولا رقيب، أعتقد بأنه كذلك لأن الذي يُحصَّل بكل سهولة ويؤخذ من جيوب الفقراء لن تجد فيه بركة فكيف إذا كان المؤتمنون عليه خونة ورديئي أنفس لا يخافون الله في وطنٍ على شفا حفرة من السقوط.

مقالات ذات صلة

من الخطأ أن نُصر على أننا أقوياء كدولة بعد المشهد المؤلم في الاسبوعيين الماضيين وما نتج عن حالتيين متوسطيين القوة من عدم الاستقرار الجوي من خسائر لا يمكننا تعويضها، لأن ثمة أرواح ذهبت ضحية التقصير والتقاصي عن محاسبة الفساد الذي يُغرق أركان الدولة، لكن من الأصح اليوم أن نُنكس رايات التباهي ونتوقف طويلاً في التفكير بما أوصلنا لمستوى هذا الضعف الذي جعلنا غير قادرين على التعامل مع حالة جوية عابرة خسرنا فيها ما خسرناه.

وللإنصاف فمن غير المنطق أن نُحمّل ملفات فساد مضت عليها سنوات وتهالك بُنية تحتية لحكومة لم يتجاوز عمر ولايتها السبعة شهور نحسيّة بالنسبة لها، فمن قضية فساد كبيرة إلى قانون ضريبة مرفوض شعبياً إلى الكوارث التي نعيش وجعها هذه الأيام وربما هذه القضايا ليست الوحيدة لكنها الرئيسية التي يمكن القول أنها أثرت على سمعة الحكومة وكانت السبب في تراجع قبولها بعدما الأخفاقات والتخبط..لذلك حآن الوقت لمحاسبة السابقين أيضاً.

أخيراً ما أتمناهُ على الحكومة أن لا تستهين بأراوح الأردنيين لأن كل روح هي أغلى من كل شيء على هذا الوطن، أغلى من كل الفاسدين وقصورهم التي بنوّها بأموال الوطن والشعب. ولا يمكنني التشكيك بوعي المواطن الأردني لكن يقع على عاتق البعض ممن لا يستمعون للتحذيرات أو يأخذون بعين الإعتبار ما ينبه إليه المُختصون مسؤولية كبيرة في الحفاظ على حياتهم والمساعدة في تخفيف حدة الكارثة عند حدوث مثل هذه الأحوال الطارئة.

رحم الله المتوفين وشافى المُصابين وأعثر فرق البحث على المفقودين…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى