مجتمع من وهم / علي الشريف

مجتمع من وهم

المعارضة الرشيدة هي المعارضة المبنية على برامج وطنية واضحة تخرج من قاعدة مدركة لما تقوم به بعيدة عن الإقليمية والعنصرية والمماحكة الكلامية.
والمعارضة الرشيدة هي المعارضة التي لها قيادة تنطلق من مفهوم وطني بحت غير معنية بأيدلوجيات او أجندات تقليد لبلدان اخرى فما عند غيرنا لا ينطبق علينا ولا باي طريفة.
وأما المضحك فإننا صرنا نرى معارضه بالفيديوهات والردح والشتم والسب على كل شيء وهي بالتالي لا تقبل النقد او الاعتراض او مجرد الاختلاف في الرأي فالمعارضة التي لا تتقبل رايا اخر ليست معارضة .
ان المعارضة الرشيدة يجب ان تخرج من قلب البرلمان بحيث لا تتغير ولا تتبدل لها موقف واضح وراي واضح وسياسة لا تغيرها المكاسب والتي يجب ان تكون معارضة سياسية لا تتغير بإعفاء طبي او فتح دخله او تركيب عامود كهرباء في إحدى الأزقة .
المعارضة الرشيدة هي المعارضة التي ترتكز على عمل حزبي متقن وواضح وليست من دكاكين تبيع سياسة فقط حسب الموقف والمكسب والوعد بالكرسي او المنصب
ما نراه اليوم من معارضة يشبه الكارثة … ويشبه كل شيء في الدنيا الا المعارضة فهي باتت مبنية على استعراض المطالب عبر خطابات رنانه او منشورات فيسبوكية وبعد ذلك يمضي كل إلى غايته
وما نشاهده بات يغثي النفس من خلال استدرار اللايكات والتخوين للناس ووصفهم بالتسحيج والتطبيل والتزميروالفساد عند كل راي مخالف لهم بينما الأهم أننا نجد الفرقة واضحة بين الجميع والجميع يريد ان يكون قائدا … لفرقة الدبكة الوطنية.
من منا لم يعد معارضا لسياسة الجباية والسطو على جيوب الناس من خلال اختراعات حكومية ما انزل الله بها من سلطان مثل فرق أسعار الوقود او المبلغ الثابت على فاتورة المياه او ما نراه من رسوم على الترخيص أو ارتفاع غير منطقي وغير مفهوم في ارتفاع أسعار النفط والكهرباء
من منا لم يعد معارضا للنهج الحكومي الذي لا يتغير ولا يتبدل ولطريقة الانتخاب التي لم تفرز لنا الا ويلات على ويلات …وللظلم والتهميش والإقصاء .
كلنا معارضون حد العظم لكننا بلا راي وبلا قيادة وبلا وعي سياسي وأصبح منطقنا الواضح هو فقط السب والردح والشتم والاستقواء على الوطن بألف مسمى ومسمى من خلف شاشات ربما يكون بعض من يجالسها مدفوع الأجر ..
كلنا معارضة لكننا جميعا بلا برامج وبرنامجنا الواضح ان هناك من يريد ان يصنع من نفسه بطلا عبر الفيس بوك والبرنامج الثاني إننا سريعا ما نلتقط أي أشاعه فنصنع منها .
من منا لا يريد ان يحارب الفساد بالقانون لكننا في نفس الوقت ننادي بالحساب ونعيد إنتاج الفساد بقوة أكثر ونفوذ أكثر واحترام أكثر وحماية اكبر بل ربما من فينا يشكل حول الفساد سياجا لا يمكن ان تقترب منه.
خلاصة الامر …وبعيدا عن المناكفة السياسة ان لم تتوحد المطالب والقلوب وتمحى المناطقية ونجد قادة سياسيون يمتلكون برامج وطنية حقيقية ولهم ارادة بالتغيير.
ويكون لدينا مجلس امة يحاسب الحكومة ولا تحاسبة الحكومة وقتها سننهض سياسيا وسنتغير ونغير وسنبني وطنا رائعا لا يعترف بفساد ولا باقليمية او عنصرية …
لكن بعضنا يهرف بما لا يعرف كل همه فقط ان يتكلم ويتهم ويبنى صروحا من وهم في عقول الناس ..فاذا كانت الحكومة تبني في عقولنا صروحا من وهم والمعارضة تبني صروحا من وهم فحتما سننقلب الى مجتمع من الوهم كل شغله الشاغل يلم لايكات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى