المجنون …2 / منصور ضيف الله

المجنون …2 / منصور ضيف الله
لست مجنونا ، منذ شهر لم يلامس جسدي ماء ، نسيت إن كان يحمل رأسي شعرا … ما أجمل ان تعانق ” حافيتان” لزوجة الاسفلت ، ودينار الإحسان ، تنظر إليه وتغيب في ذهب مكدس بالقصور !

أنا أنا ، لست مثلكم ، نظيف ، لم أتعر يوما واحدا ، ولم أنهزم أمام نفسي … أعرفها وتعرفني وكلانا يعشق الصراحة والغناء والجنون . صدقوني لست مجنونا ، وعندي من الأدلة ما يكفي … دخلت الصف ، يحملق في ثلاثون مشروع عاقل ، هزمهم جميعا إيقاع حذائي ، رنة تلو رنة ، تتعالى الرنات ، ثم تنتظم في رأسي لحنا يشبه شهوة قديمة ، جارفة وغامضة ، يتكاثف اللحن ، يتلون بجمال قوس قزح ، وينزلق نحو الأرداف ، موجة مقدسة من حركة خفيفة ، تشتد الحركة ….. تتكسر زويا الغرفة ، تتوقف عقارب الساعة ، ويغرق الجميع في دور بكر . المعبود يبتسم ، والقرابين تئن …

لم يعد المكان مكانا ، غاب الراقصون ، سعير اللهاث يطاول عنان السماء ، الشهقات تعتلي الغيوم … والصخب المجنون يرتحل الى الساحة الخارجية ، يتقاطر أنس المدينة ، عرائس البحر ، جنيات الصحراء ، الجميع يتوحد ويشهق …… وغابت الكؤوس والأنخاب .

جاري غبي ، عاقل من عواقل الحضارة ، هجين مستحدث ، بصراحة نسخة لئيمة من عولمة عاهرة ، ونموذج ذكوري جديد تحاول أمريكا خلقه وتجريبه . يملأ رأسي بحكايا غريبة عن موت الحبيبة …. سقطت على الأرض ، بلا حراك وماتت . نسي قصة انتحارها . كم هو غبي ، قصة اغتصايها ذات صبيحة أيلولية … كانت تجري عارية ، وخيط الدم يلف رقاب الجميع ، هل أعيد عليه المشهد كاملا ، سأعيده … أعدكم ، كي يتذكر ويحتفظ بشيء من نبله ، ورقيه ، وإنسانيته . أبو العبد نسخة رديئة ولئيمة ، يكاد يفقدني بقية عقلي ، كي أصير لست أنا ، ويصير هو العاقل الوحيد ….!!!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى