المتصوفون في عهد الكورونا

المتصوفون في عهد الكورونا
يوسف غيشان

يبدو أن المثل الشعبي أعجب الشعب الأردني تماما، فلم أعد أعرف من الذي ذكره في الأول على الفيس بوك ثم اشتعل مثل النار في الهشيم وجاءني في العديد من الرسائل، واستمر في التوارد على صفحات الأصدقاء دون ذكر المصدر المصدر…. كعادتنا.

أما المثل فهو: -»جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان».

ومما ورد في شرحه «يقال أن حاكماً أيام الاستعمار العثماني جمع الحاشية المحيطة به و قال لهم الخزينة بحاجة الى أموال؛ فاقترحوا عليه أن يفرض ضريبة على الشعب؛ فسألهم: وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبة؟ أجابوا: من خمسين إلى ستين ألف بيستار؛ فقال لهم: ولكن الشعب يمر بحالة من الفقر شأنه شأن الخزينة؛ فمن أين يأتون بهذا القدر من المال؟ قالوا: من قوتهم اليومي.

في اليوم التالي قام الحاكم بإرسال رسالة إلى كبير رجال الدين لمقابلته بشكل سري و قال له:

-نما إلى علمنا إنك ومنذ زمن طويل تسلك سلوكاً غير قويم، وتخالف الشريعة وإني أبلغك حتى لا يكون لك حجة عليَّ حين عزلك!

فعرض الرجل على الحاكم مبالغ مالية كبيرة لكي يطوي الموضوع.

وفي اليوم الثاني قام باستدعاء كبير القضاة وقال له: أنت تستغل منصبك لمصالحك الخاصة، وبهذا تكون قد أسأت للثقة الممنوحة لك ؟! وهنا صار القاضي يعرض المبالغ، وأخيراً اتفقوا على مبلغ كبير.

بعدها جاء دور المسؤول عن الخزينة، وشيخ تجار سوق الخضار و الفواكه، و كبار المستوردين و المصدرين، و الأغنياء من المسلمين و المسيحيين واليهود.

جمع الحاكم الحاشية الذين أشاروا عليه أن يفرض الضرائب وقال لهم: هل سمعتم أني فرضت ضريبة جديدة؟ قالوا: لا ما سمعنا، قال و مع ذلك فقد جمعت أربعمئة ألف بيستار بدل الخمسين التي كنت سأجمعها لو استمعت لكم:

-وكيف فعلت ذلك يا مولانا؟

فأجاب : إن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان.

انتهى الاقتباس:

الفكرة أن الحاكم أخذ النقود من الفاسدين وأبقاهم في مكانهم ومكانتهم بدل أن يأخذ من الشعب…يحيا الذكاء.

الى اللقاء مع المثل القائل: «موت الحمير فرج للكلاب».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى