الكبير

مقال يوم الخميس 5/1/2011

باردة وموحشة الدار التي ليس بها كبير..

قبل يومينnbsp; مررت بأحد المضايف ،تأملت جدرانها القديمة ، والشقوق الغائرة في الطين،nbsp; العتمة تفور من الزجاج العالي..والصمت والسكون يشغلان المكان الواسع..

حقاً،فقر الحال لا علاقة له بغنىالهيبة..فعلى لمبة واحدة وبساط قديم وكانون و بكرج قهوة ، كان يكملون يومهم الناقص عند كبيرهم .. على لمبة واحدة وبساط قديمnbsp; كان يتم التصاهر ، وتحل الخصومات،وتؤخذ العطوات ، وتقسم التركات ، وتوزّع البيادر ، و تخرج الجاهات، كان يطرزالساهرون ثوب الليل بأصواتهم المحاكة بالجدية ، ويبثون سعالهم ورائحة الهيشي في سقف المضافة الى ان تغفو القرية كلها بطمأنينة..

مقالات ذات صلة

الكبير كان يجمعهم لأنه كبير ..يسمع شكوى الحزين، وقصة المطارد، وحكاية المظلوم ، وهم المهموم ، وحجة المدان ، و نكسة المدين.. كان صمته جواب ،وصوته حكمه..حتى النحنحة منه ايحاء بالرضا او الغضب…

**

لكن مات الكبير؛

فتكاثرnbsp; الشيوخ ،وأنطفأت الهيبة ،وطوي البساط .. وكثر الطلاق ،و أكلت التركات، وانسرقت البيادر،وانقسمت الجاهات، حتىnbsp; المضافة التي كانت تجرح نعومة الليل بصوت الرجال الشداد.. تحولت الى روضة أطفال لا تسمع منها سوى أصوات نساء وشغب صبيان.

nbsp;

كلما اجتاحتني قشعريرة الخوف و تكثّفت امامي طلاسم الطريق..اشتقت الى الكبير..

nbsp;

nbsp;

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى