القذافي دفع فديته وإسرائيل جندته.. ما قصة الصحفي الفرنسي الجاسوس؟

سواليف

قبل وفاته الشهر الماضي كشف الفرنسي روجي أوك تفاصيل عن حياته لم تكن معروفة من قبل، فليس هو فقط ذلك الصحفي الذي كان مراسلا في بيروت واحتجز رهينة هناك لمدة سنة، بل إن حياته حفلت بأشياء أخرى غير الصحافة.

لقد كانت حياته، حسب صحيفة لوتان السويسرية، حافلة ومعقدة تخيم الظلال على جزء كبير منها ولم تظهر حقيقتها إلا باعترافات ضمنها مذكراته التي حرص على كتابتها قبل وفاته الشهر الماضي عن 58 عاما بعد صراع لسنوات مع السرطان.

يقول زميله بمجلة “باري ماتش” باتريك فورستيير إن روجي أوك كان مستعربا وكان جريئا وقد عمل مراسلا في لبنان خلال الحرب لعدد من وسائل الإعلام مثل صحيفة لاكروا وهيئة إذاعة وتلفزيون لوكسبورغ (آر تي أل) ووكالة غاما، علاوة على محطات إذاعة بلجيكية وسويسرية وكندية.

ويؤكد روجي أن إطلاق سراحه من لبنان عام 1988 كان نتيجة دفع فدية كبيرة وكبيرة للغاية، وفقا لما جاء في كتابه “في خدمة مخابرات الجمهورية” الذي صدر عن دار النشر الفرنسية فايار.

لكن روجي يلفت إلى أن الذي دفع تلك الفدية ليست فرنسا وإنما الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

حياة مزدوجة
ويعترف هذا الرجل الذي كان يعيش حياة مزدوجة، حسب لوتان، بأنه لم يكن حذرا بما فيه الكفاية، الأمر الذي أدى إلى أخذه رهينة لمدة 11 شهرًا، حيث يقول إنه أحس خلالها بأن سجنه “كان في الواقع داخليا”.

وقد أمضى بقية حياته مراسلا كبيرا لوسائل إعلام أهمها هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية خصوصا في لبنان وسوريا والعراق… وقد كان في تلك الفترة، كما يقول هو نفسه، عميل مخابرات.

وتعلق لوتان على ما كشفه روجي بالقول إن مثل هذه المعلومات ستكون لها عواقب وخيمة على الصحفيين الذين كثيرا ما اتهمتهم بعض الجهات بأنهم عملاء لجهات خارجية.

وعن الكيفية التي انضم بها للمخابرات الإسرائيلية، يقول روجي إن ذلك بدأ بعد إطلاق سراحه بسنتين، حيث دعاه أحد الأثرياء الفرنسيين في صيف عام 1989 على متن يخت جميل مليء بالفتيات الجميلات قبالة مدينة سان تروبيه.

وخلال الدعوة اقترب منه رجل بلطف وتودد ولم يطل من المقدمات ثم عرف نفسه قائلا “اسمي عاموس، أنا إسرائيلي، لدينا طيار، رون أراد، محتجز في لبنان منذ عام 1986، نعتقد أن محرريكم اللبنانيين يمكنهم مساعدتنا..”.

ويقر روجي لاحقا بأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية دفعت له مقابل تنفيذ مهام معينة، مثل عمليات سرية في سوريا، تحت غطاء العمل الصحفي، ويؤكد أنه “ليس محرجا على الإطلاق من الكشف عن هذه المعلومات”.

كما عمل هذا الصحفي مع جهاز الاستخبارات الفرنسي المسمى بالمديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية (DGSE) ويذكر أيضا أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية اتصلت به.

السفير
ويسرد روجي كيف ترك إدارة التحرير بالتلفزيون الفرنسي المغربي ميدي 1 عام 2008 ليصبح مستشارا بلديا بباريس عن حزب الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، وكيف أن ذلك فتح له المجال ليصبح في العام الموالي سفيرا لفرنسا في إريتريا، الوظيفة التي ظل بها حتى العام 2012 عندما اكتشف الأطباء أنه مصاب بسرطان في الدماغ.

ومن الأمور الأخرى المثيرة لدى هذا الصحفي، حسب لوتان، أنه هو الأب الطبيعي للسياسية الفرنسية اليمينية المعروفة ماريون مارشال لوبان التي هي حفيدة الزعيم السياسي اليميني الفرنسي الشهير جان ماري لوبان.

وعن سبب كتابة روجي مذكراته، تقول لوتان إن المرض هو الذي دفعه لذلك.

المصدر : الصحافة السويسرية

المصدر
الجزيرة نت
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى